للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفتوى، ووعظ بالمسجد، فاجتمع عليه العوامُّ وبعض الخواصِّ. إلى آخر كلامه، وهو جدير بما ترجم به، مع طعن كثير فيه.

ومن أبشع الكوائن التي اتفقت له، بل مطلقًا في زمننا، كائنته مع البقاعي التي حكى فيها التفاعل والمقاهرة بأخذ مال كثير، واتفقت فيها قضايا قبيحة أُنَزِّه هذا المحل عن حكايتها، وآل الأمر فيها إلى أن وزن البقاعي -بعد ما رغب عن شيء مِنْ وظائفه -أكثر المال المذكور، وأشهدَ كلٌّ منهما على نفسه بالبراءة مِنْ المال والعرض، وكتب بهذه الحادثة إلى سائر الآفاق حتى للكوراني الذي يُقال: إنه استعمل في ترغيب ابن عثمان في إرسال الطَّلب ببعض التصانيف المتجدِّدة مِنَ الدِّيار المصرية. وصار كلٌّ منهما بهذه الكائنة مُثلةً، لكن صار البقاعي يُسَلِّي نفسه بقوله: أما المال، فلا يظن في أخذه، وأما التفاعل، فأكثر ما فيه أن يقال: رام شخص فِعْلًا فَفَعَلْ فيه مثله أو أقبح، واللَّه أعلم بحقيقة أمرهما.

وقد قال -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما أخرجه مسلم في "صحيحه": "مَنِ ادَّعى ما ليس له فليس منا, وليتبوأ مقعده مِنَ النَّار". وهذا الحديث يُؤخذ منه تحريمُ الدَّعوى بشيء ليس هو للمدَّعي، فيدخل فيه الدَّعاوي الباطلة كلُّها؛ مالًا وعلمًا وتعلُّمًا ونسبًا وحالًا وصلاحًا ونعمةً وولاءً، وغير ذلك ويزداد التحريم بزيادة المفسدة المترتبة على ذلك. نسأل اللَّه التوفيق.

٤٩ - أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، الشَّيخ أبو الأسباط الرَّملي. قرأ عليه "النخبة" وغيرها، وأذِنَ له.

٥٠ - أحمد بن عبد الرحمن بن سليمان، البهاء بن حَرَمِي.

٥١ - أحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللَّه، العلامة النَّحوي، شهاب الدين ابن


٤٩ - الضوء اللامع ١/ ٣٢٧.
٥٠ - الضوء اللامع ١/ ٣٢٨ - ٣٢٩.
٥١ - الضوء اللامع ١/ ٣٢٩ - ٣٣٠.