للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتردَّد معنا يسيرًا إلى العز ابن الفرات، وقرىء عنده اليسير على غيره مِنْ المسندِينَ، وما أكثر مِنْ ذلك، بل كنتُ أقصد التجوُّه به عند ابنِ الفُرات، فلا يتَّفِقُ إلا في اليسير مِنْ الأوقات.

ولما مات جدُّه، اشتغل يسيرًا، فأخذ الفرائضَ عَنِ الشَّيخ أبي (١) الجود المالكي، وحضر التَّقسيم عند العلاء القلقشندي، ويسيرًا عندَ الجلال المحلِّي، وكذا حضر عند الشَّيخ أحمد الأُبَّدي (٢) في العروض ونحوه، وتردَّد لغيرهم، وعاونَه الشَّمسُ المحلِّي الذي كان منتمِيًا لصهره ابن البلقيني في نظم أشياء، وقرأ على الرَّشيدي جُملة، وحصَّل.

وصاهر أكبر القائمين في مقاهرة جدِّه، وهو ولي الدين ابن تقي الدين البلقيني، فتزوج أخته، واستولدها عدَّة أولاد، تأخَّر منهم حينَ تبييضِ هذا الكتاب عزيزُ الدِّين محمد، الملقَّب حجر، الذي توفي بعد ذلك في الطاعون في ليلة الأحد خامس رمضان سنة ثلاث (٣) وسبعين وثمان مائة عن دون ثمان سنين، ودفنَ بمدرسة خاله ولي الدين ابن تقي الدِّين البلقيني.

وأنكر العقلاءُ عليه التَّزويج المذكور، وقاسى منها مشقَّة، وآل الأمرُ إلى الفِراقَ، وهجوِها بقصيدةٍ بعد أن سافر إلى الشَّام وكيلًا عنها وعن أختها في ضبط تركة (٤) أخيهما المذكور، ممَّا كان الأوْلَى به خلافُه، ولم يحصُل على طائلٍ.

وفي هذه السَّفرة أخذ عن مَنْ أدركه هُناك مِنْ بقايا المسندين، ومدحَ صهرَه المذكور لمَّا ولي الشَّامَ بقوله، كما رأيته بخطه:


(١) في (أ): "أبو"، خطأ.
(٢) بضم الهمزة وتشديد الموحدة, نسبة إلى بلدة بالأندلس، وهو شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن، توفي سنة ستين وثمانمائة، مترجم في الضوء اللامع ٢/ ١٨٠ - ١٨١.
(٣) في (ب, ط): "اثنتين وسبعين".
(٤) "تركة" ساقطة مِنْ (أ).