للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طالب الحجَّار؛ ومَنْ قبلَه، مثل: القاسم بن عساكر، وأبي عبد اللَّه بن الزَّراد، ونحوهما بالسَّماع المتصل. والقاضي سليمان بن حمزة، ونحوه بالإجازة.

ووصَّلَ هناك -على جاري عادته- مِنَ الكتب الكبار والأجزاء القصار (١) وغيرهما أشياء كثيرة جدًّا، كانت قد انقطعت مِنْ مُدَدٍ متطاولة، واحتج في وصلِها للقراءة بتوالي ثلاث أجائز، وربما توالي أكثر مِنْ ذلك.

وقد وقع للحافظ عبد القادر الرُّهاوي في كتاب "الأربعين الكبرى" التي خرَّجها لنفسه أنه والى بين خمس (٢) أجائز؛ فروى في الجزء الثالث منها أثرًا بالإجازة عن الحافظ أبي موسى المديني، عن أبي منصور بن خيرون، بالإجازة عن أبي محمد الجوهري، بالإجازة عن أبي الحسن الدارقطني، بالإجازة عن أبي حاتم بن حبَّان البُستي بالإجازة. قال: سمعتُ. . . فذكر أثرًا. وهذا مِنَ "الضُّعفاء" لابن حبان. وكثيرًا ما يروي ابن الجوزي في "العلل المتناهية" له عن ابن خيرون إجازة بهذا السَّند من هذا الكتاب.

وقد سأل شيخُنا شيخه الحافظ أبا الفضل العراقي -رحمهما اللَّه-: أيُّما أولى أن يروى الشخصُ بأجائز متوالية، أو بإجازة عامة؟ فقال: بأجائز متوالية. قال: فقلت له: لأنَّ القول بإبطال الإجازة شاذٌّ، والقول بصحة الإجازة العامة شاذ. وإذا قلنا بالقول الصحيح بصحة الإجازة، كانت الإجازة على الإجازة أقوى؟ فقال: نعم. وقرر ذلك. انتهى.

وفي شيوخه (٣) بها أيضًا ومسموعه كثرة. وشيوخه مطلقًا من حيث العلو (٤) تنقسم إلى مرات:

المرتبة الأولى: أصحاب التقي سليمان وأبي الحسن الواني وأبي النون


(١) في (ط): "الصغار".
(٢) في (ب، ط): "خمسة"، خطأ.
(٣) في هامش (ح) بخط المصنف: ثم بلغ الشيخ عز الدين بن فهد نفع اللَّه به قراءة علي في ٣ والجماعة سماعًا.
(٤) في (ب): "العلوم"، تحريف.