للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي الخير أحمد ابن الحافظ الكبير الصلاح أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي، لكونه صار رُحلَةَ تلك البلاد، ومعظم السَّبب في التوجه إليه ظهورُ سماعه في "ابن ماجه" على الحجَّار، فبلغته وفاتُه وهو بالرَّملة، فعرَّج عَن القدس إلى دمشق، لكنه كان قرأ الكتاب المذكور على بعض مَنْ سمع على الحجَّار في الجملة. وكانت سلفت له من ابن العلائي إجازة، فتلفق وصار بمنزلة السَّماع، لكونه سماعًا عن إجازة، وإجازة عن سماع.

ثم إنه لم يدخل بيت المقدس إلا بعد انتهاء أربه من دمشق، لكونها بعد فوات ابن العلائي أهمُّ.

وكذا لم يسمع بنابلس إلا بعد رجوعه.

ومن نابلس توجه إلى بيت المقدس، وهي طريقٌ وعِرَة، اتَّفق مروري بها وكذلك (١) قال، كما سمعته من لفظه:

إلى البيت المُقدَّسِ جئت أرجو ... جنانَ الخُلدِ نُزْلًا مِنْ كريمِ

قطعنا في مسافته عقابًا ... وما بعد العِقابِ سوى النَّعيمِ

وكان دخوله إلى الشام في حادي عشري رمضان سنة اثنتين، فنزل فيها على صاحبه الصدر علي بن محمد بن محمد بن الأدمي، لِمَا كان بينهما مِنَ المودَّة، وأقام بها مائة يوم، آخرها أول يوم مِنَ المحرم سنة ثلاث وثمانمائة، ووجد هناك رفيقه الحافظ صلاح الدين خليل الأقفهسي. وحصل له في هذه المدة مع قضاء أشغاله ما بين قراءة وسماع من الكتب المجلدات، خاصة من "المعجم الأوسط" للطبراني ثلاثة، ومن "الكبير" مجلد، و"الصغير" بتمامه في مجلد. ومن "الدُّعاء" له مجلد. و"المعرفة" لابن مَنْدَه في أربعة، و"السنن" للدارقطني في اثنين، و"مسند مسَدَّد"، و"الموطأ" لأبي مصعب كل واحد منهما في مجلد، ومن كل كتاب من "صحيحي" ابن خزيمة وابن حبَّان مجلد، ومن "المختارة" للضياء خمسة.


(١) في (ب، ح) "ولذلك".