للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسمع: هذا حافظٌ، فلا تمتحنه بعدها. فاحضرت للشَّيخ بعد ختم الكتاب الجزء الأول مِنْ "تغليق التعليق"، والتمست منه أن يُفهرِسَ أوَّله ففعل.

قلت: وصورة ما كتب، وقد نقلته مِنْ خطِّه، بعد أن شهد له بالحفظ في المجلس العام:

الجزء الأول مِنْ "تغليق التعليق"، جمع الشيخ الحافظ، المحدِّث المتقن المحقق، شهاب الدين أبي الفضل أحمد ابن الفقير إلى اللَّه تعالى، الفاضل المرحوم نور الدين عليّ، الئسهير بابن حجر، نفع اللَّه تعالى به وبفوائده آمين، انتهى.

ومما يُنَبَّهُ عليه، أنَّ هذه القصة وأمثالها، حضرها جمعٌ مِنَ الفُضلاء والأئمة، وقد أدركتُ مِمَّن حضرها جماعةَ، منهم: العلَّامة عزّ الدين عبد السلام المقدسي الشافعي، شيخ الصلاحية، وضَبَطَ مِنَ النَّوادر التي وقعت شيئًا كثيرًا، وخصوصًا هذه الحكاية بعينها. وكذا الشيخ تقي الدين الحريري، خال صاحبنا القاضي قطب الدين الخيضري، حسبما حكاها إليَّ القطبُ عنه.

وممَّن حضرها العلامةُ زين الدِّين عُبادة المالكي المشهور، وقد كتبها بخطِّه، وبعثَ بها إلى صاحب التَّرجمة. فلا يُغتَرُّ بما زعمه بعضُ من اتبع هواه، واللَّه المستعان.

وقد سمعها مِنَ الشيخ عُبادة، الشيخ المسلِّك المربِّي، مدين الأشموني (١) المالكي. كما حكى لي عنه صاحبا الشيخ نور الدين ابن أبي اليُمن المكيّ المالكي.

وقال: إنَّ البلقيني قال له: يا شيخُ شهاب الدين، اقرأ، فقد أقررنا لك.

[وقريب مما اتَّفق لشيخنا مع البلقيني، ما بلغنا أنَّ الحافظ الذهبي أول


(١) في (ب): "الأشمومي"، تحريف. وانظر الضوء اللامع ١٠/ ١٥٠.