والبحر الحاوي للفرائد، وقضيتُ العجب مما حواه، لمَّا أمعنت النظر فيما رواه. وكيف لا يكونُ بهذه الأوصاف الزاهرة، وهو صادرٌ عَنْ صاحب الفضائل الباهرة، الشيخ الإمام، والسيد الهمام، ذي الأوصاف الحميدة، والمناقب العديدة، جمال المحدثين، مفيد الطالبين، شهاب الدين أبي الفضل، أفاض اللَّه عليه مِنْ فضله، وجمع له بين وابِلِ الخير وطَلِّه. فما هي إلا فوائدُ تُضْبَطُ، وما هو إلا مفيد يُغبط. فلقد ظهرت بهذا التَّخريج فوائده الجمَّة، لما أبدى فيه مِنَ الفوائد المهمة. ولقد سلك طريق السَّلف الماضين، والأئمة المتقدمين، فيا حُسْنَ ما انتقى، ويا عُلُوَّ ما ارتقى. لقد حلَّ هذا الشهاب محل الشُّهب الثواقب، وصار فضله في الخافقين مَسِيرَ الكواكب. فكم له محاسن لا تُنكر، وفضائل لا شاذَّ فيها ولا مُنْكَر. فشكر اللَّه سعيَه، وأدام رعيَه. ونفع به المسلمين، وأبقى له ذكرًا إلى يوم الدين.
كتبه أحمد بن عبد الرحيم ابن العراقي، ومن خطِّه نقلتُ.
وقرأت بخطه أيضًا على الجزء الرابع مِنْ "تغليق التعليق" ما صورته:
الجزء الرابع من "تغليق التعليق" جمع سيدنا الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد مفيد الوقت (١)، شهاب الدين، مفتي المسلمين، أبي الفضل أحمد بن علي ابن حجر الشافعي، نفع اللَّه بفوائده. آمين.
وقرأت بخطه في "ترجمته" التي جمعها لوالده عند ذكره أعيان طلبته الآخذين عنه علم الحديث ما مثاله: وآخرهم: الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حَجَر، صحبَه مِنْ سنة ست وتسعين وسبعمائة، وتخرج به وتَنَبَّه، وفهم هذا الشَّأن كما ينبغي. وخرّج وصنَّف وأفاد.
وفيها أيضًا ما مثاله ونقلته من خطه:
ومما رثاه به الإمام الحافظُ النَّاقدُ أبو الفضل أحمد بن علي بن حَجَر، فذكر مرثيَّته القافية الآتي الإلمام بذكرها إن شاء اللَّه تعالى.