للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحبابَ لا بَابًا أرى مِنْ مدمعي ... نحوَ الوصالِ ولا معي متجَلِّدُ

رفقًا بصحبِّ (١) لو توهُم سلوةً ... لأحسَّ ضربَ السَّيفِ وهو مقيَّدُ

إذ لو سَهَا عن ذكر سالبِ قلبِه ... لطمَتْه أيدي الوَجْدِ أنَّى يقصِدُ

واحرَّ خَدٍّ سَوفُ شوقٍ خِلْته ... طيرًا إلى جو السَّما يَتَصَعَّدُ

آها على زمنِ المحبِّ وحبِّه ... كلٌّ بكلِّ في الهوى متفرِّدُ

لا يَبْتَغِي مَرمَى لسهمِ لحاظه ... إلا فؤادًا غيره لا يُقْصَدُ

الدهرُ يُسعفُ والحبيبُ مواصلٌ ... والعمرُ غَضٌّ والحواسدُ رُقَّدُ

فَتَنَبَّهَتْ عينُ الرَّقيب فكدَّرت .... صفوَ المُحِبِّ فعيشُه متنكدُ

فجفا الأحبة صبُّهم فكأنهم ... أدب. . . . (٢) أو أديب ينضدُ

يشكو فلم يُسْعِدْهُ غيرُ كَئِيبةٍ ... ورقاءُ في غَصنِ الرياض تغرّدُ

يُرمى بقارعة الطَّريق فما له ... مِنْ ملجأ إلا الإمامُ الأمجدُ

قاضي قضاة المسلمين وشيخُهم ... ذو المسْنَدِ العالي الكبير المسنِدُ

العالمُ العَلَمُ الإمامُ كذا العلا ... العاملُ الحَكَمُ الهُمامُ الأوحدُ

علَمُ الهُدى غيثُ الندى غيظ (٣) العدا ... غمرُ الرِّدا بدرٌ بَدَا لا يُجْحَدُ

يُنْهي حديثَ المصطفى إملاؤُه ... عن ظهر قلبِ بالذَّكَا يَتَوَقَّدُ

فكأننا عند السماع صحابةٌ ... يُلقي شريعتَهم إليهم أحمدُ

أو وارِدُوا حوضٍ عِطاشًا قد سقى ... أكبادَهم خيرُ الأنام محمَّدُ

أو طالِبوا الدِّينِ الحنيفِ ولفظُه ... يبدي معالمَه وفيها يُرشِدُ

فإذا تصدى مُمليًا نادى الهدى ... يا أُمَّةَ الهادي هلمُّوا تهتَدُوا

هذا أمينُ الأمةِ الحَبْرُ الذي ... مِنْ بحره نهر الشريعة يُورَدُ


(١) في (ط): "بقلب".
(٢) كذا ورد هذا البيت ناقصًا مختل الوزن.
(٣) في (أ): "غيث".