للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشاهدُ قِتلتي في راحتَيْها ... إذا ما أنكرت قاني الخضابِ

أراعي بَرْقَ مبسَمِها إذا ما ... جَلَا بَردًا به زادَ التِهَابي

وأنشدُها إنها ضنَّت بلَثْمٍ ... عَذابي مِنْ ثناياك العِذابِ

تقلَّد جيدُها مِنْ دمع عيني ... عُقودَ الدُّرِّ والذَّهب المذابِ

فيا لكِ جنَّة بعِقَابِ قلبي ... أقامت وهي تسرع (١) في عقابِ

بليلِ الشِّعر منها إنْ أضلت ... محبًّا يَهدِهِ ضَوْء الشِّهابِ

أَبو الفضل الَّذي عمَّ البرايَا ... بجودٍ فائقٍ جودَ السَّحابِ

إمامُ الخافقين وما استقلَّت ... به الغبراء مِنْ مُحبًا وحابِ

معيدُ العلمِ مِنْ هرمٍ وبُؤسٍ ... كمنصبه إلى شرخِ الشَّباب

مقيمُ شعائرِ التَّوحيدِ مَنْ قَدْ ... حمدنا فيه توحيدَ الرِّكابِ

ولم نرَ مِنْ قديمٍ في حديثٍ ... لعمرُك منه أجدرَ بالصَّوابِ

يفيدُك وصلُ فحواه اختصارًا ... كأن بنُطقهِ فصلُ الخِطَابِ

إذا حدَّثتَ عنه ندًى وعلمًا ... فقل ما شئت في البحر العُبابِ

به شمسُ العلا ضاءت وَعَمَّا ... سواه قد توارت بالحِجابِ

أماليه الجسائم دِقاقُ معنًى ... أُنِّزهن عَنْ نقصٍ وعابِ (٢)

له بالعدل دأبٌ قد أرانا ... خلاصَ البَهْم مِنْ أيدي الذِّئابِ

لقاصدِ حِلْمه والبذل طَوْلًا ... رحيبُ الصَّدر متَّسَعُ الرِّحابِ

حِجَاة طبَّق الأكوانَ عرْفًا ... وضاعَ بنشره عَرف الملآبِ (٣)

ولَمْ ألُمِ الولاية إذ تولَّت ... ليظهرَ فضلُه قبلَ الإيابِ


(١) في (ب، ط): "تشرع".
(٢) في هامش (ط) ما نصُّه: أصله: عيب، أبدل به الياء ألفًا، وسمع من كلام العرب: ما نهى من عاب".
(٣) الملاب: الطيب أو الزعفران، وجاء في (ب، ط): "المطاب".