للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجبتُهم: مولاي أحمدُ فاقَهم ... بنَدى يدٍ كالبحرِ فاق الأبْحُرَا

قد مَاسَ في الأوراق قَدُّ يراعِه ... كالغُصن لكن بالمكارم أثمرَا

شَرُفَتْ به الأقلامُ جمعًا كونُه ... قلمًا أرقَّ مِنَ النَّسيم إذا انْبَرَى

قِرطاسُه المبيضُّ كافورًا حكى ... وبخطِّه المُسْوَدِّ يحكي عَنْبَرَا

أهلُ الزَّمانِ شبيهُه حاشاك هم ... يمشون كالحَبَّال فيه إلى وَرَا

قد خالفوني حين خالفَ مشيُهم ... مَشيي ولا سْمي كلّهم قد صَغَّرا (١)

يا مَنْ أطلتُ مديحَه وأطبتُ في ... إثنائه (٢) وسألتُه أن يُعذِرَا

صُن ماء وجهي مثلَ ما صُنْتُ الثَّنا ... عَنْ كلِّ مَنْ عنه النَّدى لن (٣) يُؤثَرا

في سُوق فضلك قد عرضتُ بضاعتي ... وهي المديح وأنت نعم مَنِ اشترى

أُوتِيتَ في الدَّارين ما أمَّلَته ... وبقيتَ في كل الأمور مُخَيَّرَا

ورأيت مما امتدح به أديبُ الدِّيار المصرية عيسى بن الحجاج السعدي العالية، صاحبَ الترجمة قوله:

لو نادم المشتاقُ غيرَ نديمه ... لم تنصرفْ عنه صروفُ هُمومِهِ

فاجعل نديمكَ من بِفيْهِ كريقِه ... وبخدِّه يُغنيك عن مشمومِهِ

قمرٌ حوى شمس (٤) الطِّلا وكأنما ... ألقى عليها الليلُ زهرَ نجومِهِ

أفرغتُ للخمَّار أكياسي وقد ... مُلئتْ كُؤُوسي مِنْ عصيرِ كُرومِهِ

وشربتُ في روضٍ أريضٍ نشرَه ... كالمسك فاح لنا بطيِّ نسيمِهِ

قم يا خليعَ الشَّرب نادِمني به ... تحت الدُّجى وانْشَقْ عَبِيرَ شَمِيمِهِ

فإذا طربتَ على سماعٍ فليكن ... مِنْ شَدْوِ معشوقِ الدَّلال رحيمِهِ


(١) في هامش (ط، ح): لأنهم كانوا يلقبونه عويس.
(٢) في (أ، ب): "إيتائه".
(٣) في (أ): "لو".
(٤) في (ب): "شموس"، خطأ.