للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأعظِم به شرحًا مفيدًا منقحًا ... إذا صدَّ جهلي عنه، بالعلم يُغرينى

وإن صرتُ منه في (١) ضلال أضاء لي ... شهابُ سَنًا منه إلى الحق يهْدِيني

فدونَك تأليفًا أتى عَنْ مؤلِّفٍ ... تحرَّى صحيح النقل لم يرضَ بالدُّونِ

أقول وما زال التَفاتي لمدحِه ... وتنزيهه فرضي وتعظيمه ديني

إليك انتهت يا حافظ العصر رحلةُ الـ ... ـحديثِ مع الإملاء حقًّا بلا مَيْنِ

وأنت الذي أحييت سنَّة أحمدٍ ... وأبرزتَ مِنْ أسرارِها كلَّ مكنُونِ

وأنت الذي صنَّفت كهلًا ويافعًا ... وأفْتَيتَ في فَرْضٍ علينا ومَسْنُونِ

وأنت الذي في الشِّعر مالِكُ رقِّه ... وفُقْتَ على حسَّانه وابن زيدونِ

وأنت الذي دوَّنت شرحًا سَمَا به ... إمامُ بُخارى فانْثَنَى خيرَ ميمونِ

وألبستَه تاجَ العُلومِ مكلَّلًا ... فها هو في فُرطٍ يميسُ ببُرْدَينِ

ولم يأت شرح للبخاريِّ مثلُه ... وهيهات ما البَشنين فضلا كنِسرينِ

فذُق عِلْمَه واهجُر مقالَة غيره ... ففي الشَّهدِ معنى يُوجَدُ في التِّينِ

يزيدُك علمًا إن تَزده تأمُّلًا ... ويُشكِلُ تارات ويأتي بتَبْيينِ

حوى كلَّ ما قال الأولى في مؤلَّفٍ ... بأبْدعِ تقريرٍ وأبرع تدوينِ

وزادَ مِنَ التَّنقيح ما فضلُه به ... تأكَّد عند الخصم بالنَّفس والعَينِ

له فضلاء العصر صلَّوا وسلَّموا ... لما قلتَ طوعًا ليس ذلك بالهُونِ

ولو كان في عصر البخاري مؤلَّفًا ... لكان له إلفًا وقبَّل إلفينِ

وخرَّ إلى الأذقان للَّه ساجدًا ... وقال: نعم، هذا الذي كان يُرضيني

أو ابن معين قال: في الحفظ زادني ... وزال به عنِّي الذي كان يُنسِيني

له اللَّه مِنْ شرحٍ أزال شهابُه ... عَنِ السُّنَّة الغرَّا جُموعَ الشَّياطينِ

قررتُ به عينًا وصرتُ به زَينًا ... وأحيا به حينًا إلى مُنتهى حَيْني


(١) "في" ساقطة من (ب).