للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن أنكرتْ قتلَ حاسديها ... ها دمُهُم في الطروس يَشْهَدْ

وشمُ حُلا مُديةٍ عليها ... خناصرٌ للعلوم تُعقَدْ

تَقْطعُ وصلَ الجَفا وتبري ... قلبَ عِداة بَغَوْا وحُسَّدْ

وتُثبت الجُرحَ في وجُوهٍ ... تجاوزُوا في لقائها الْحَدْ

ما طالَ مِنها اللسانُ إلا ... قصَّر مَنْ كلَّمْت عن (١) الرَّدْ

قوامُها اللَّدنُ سَمهيريٌّ ... وإنَّما طرفُها مهنَّدْ

تملك الحُسْنَ في نصابٍ ... ما مثلُه في القُرون يُعهدْ

قتيلُها المَحْلُ ليس يُودَى ... شرعًا وإن كان بالمحدَّدْ

يا شيخَ الإِسلام يا إمامًا ... دَعَا لطُرْقِ الهُدى وأرشَدْ

يا ذا التَّصانيف ليس يُلْقَى ... نظيرُها في الورى ويُوجَدْ

لو رام تعدادَها حسودٌ ... بكى على نفسه وعدَّدْ

شرحَتَ صدرَ الحديث لمَّا ... قصدتَ للشرحِ أيَّ مقصِدْ

ورحتَ تُمليه في نُجومٍ ... شهابُها في العلا توقَّدْ

أخجلَ في أُفقه الدَّراري ... أما تَرى الجوَّ أحْمرَ الْخَدْ

واستخدمَ الكُنَّسَ الجواري ... تدأبُ في بابه وتَجهَدْ

أفعم أذواقَ طالبيه ... بمشتهَى لفظِه الْمُسَرْهَدْ

وسار في شرقها وغرَّب ... تُتلى أحاديثُه وتُسْرَدْ

وكم طوى نشرُه كتابًا ... على ممرِّ الدُّهور سَرمَدْ

ومَن يَكنْ علمهُ عطاءً ... من فتح باريه كيف ينفَدْ

خذها ابنةَ الفكر ذاتَ شجوٍ ... بلُطْف معناك قد تَجَسَّدْ


(١) في (أ): "من"، تحريف.