للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بثغركِ والألحاظِ والخصرِ في الهوى ... لعَمْري لقد ضاقت عليَّ مسالِكي

فيا ربَّةَ الخلخالِ والخالِ عَلِّلي ... فؤادَ مَشُوق هائمٍ بجمالِكِ

صَبورٍ على حَرِّ الغرامِ ولَيْتَهُ ... يذُوق برَبْعِ الأُنسِ بردَ ظلالكِ

أقلُّ هواه أنه عنكِ مُبعَدٌ ... وأقصى مناه لو يمرُّ ببالِكِ

ملكتِ فؤادَ الصَّبِّ تِيْهًا فأسْجحي ... وكُفِّي عَنِ الأحشاء سيفَ قتالِكِ

فكم فوقَّتْ عيناكِ سهمًا فغادرت ... ليوثَ الشَّرى صرعى برَشقِ نِبَالِكِ

وكم غرَّني مِنْ درِّ ثَغْرِكِ مطلبٌ ... فشمت مِنَ الألحاظِ أيّ مهالِكِ

بَنَيْتِ على كسرٍ فؤاديَ والحشا ... وأعربتِ عَنْ هجرٍ بطولِ ملالِكِ

فبالخدِّ تسهيلٌ وفي الطَّرف لمحَةٌ ... تُعرِّف يا أسماء بعضَ فَعالِكِ

وشاعرُ درِّ الثَّغر نظمُ مليحةٍ ... بها القلب صادٍ لارتشافِ زُلالِكِ

قفي زوِّدي المُشتاقَ منكِ بنظرةٍ ... فقد حال حالي قبلَ يومِ ارتحالِكِ

وكان نهاري من مُحياك مُشرقًا ... فأظلَمَ يا شمسَ الضُّحى بزوالِكِ

تنقَّلتِ مِنْ طرف لقلبٍ (١) فأشرقت ... كواكبُ سَعْدِي في بُروجِ انتقالِكِ

وسِرْتِ بليلٍ مِنْ شُعورك مُسْبَلٍ ... فنَمَّ (٢) بنشرِ المِسْكِ عنبرُ خالِكِ

ورقَّ هلالُ الأفق في الجو (٣) وانحنى ... خضوعًا إلى تقبيلِ تُرْبِ نِعَالِكِ

ولاحت لبدرِ التَّمِّ منكِ التفاتَةٌ ... فأضحت عليه لَمعةٌ مِنْ جلالِكِ

كأن مُحَيَّاه البديعُ سنا جَبيْـ ... ـنِ قاضي قُضاة العصرِ حَبْرِ الممالِكِ

شهابُ علومٍ إن تسامى فأصلُه ... عليٌّ به يا نفسُ عِزُّ مَنالِكِ

لطلعته تعنو (٤) البدورُ وتقتدي ... بهدْي سناه في اللَّيالي الحوالِكِ


(١) في (ب): "القلب".
(٢) في (ط): "فتمَّ"، تحريف.
(٣) في (ب، ط): "الجود في الأفق".
(٤) في (أ): "تعفو"، تحريف.