للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرجه مِنْ جوهرٍ مكنونِ ... ذا نسبٍ مرتفعٍ ميمونِ (١)

وزانه بالعلم والإفتاءِ ... وحفَّه باللُّظف في القضاءِ

وخصَّه في القول بالتَّسديدِ ... وفي أُمورِ الشرعِ بالتَّشديدِ

فأصبح الثَّغرُ به مبتسمًا ... ومدحُ شَملِه به قد نُظمَا

وكل ناظرٍ به قد ابتهجْ ... ويفتدي نَدَى الشُّهودِ بالمُهَجْ

ورأيه السَّعيدُ ساقه إلى ... بيتٍ أثيلِ المجدِ فخرُه عَلَا

أكرِمْ به بيتًا شديدًا ركنُهُ ... وقد أقيمَ في النِّظام وزنُهُ

نداهُ كم أحيا لأرضٍ مَيْتِ ... لمجده يُنظم ألفُ بيْتِ

كم (٢) من محبٍّ صادقٍ له انتمَى (٣) ... فصار بين النَّاس في الأرض سمَا

وكيف لا يَعظُمُ قدرُ ذكرِهِ ... وقد حوى أستاذَ أهلِ عصرِه

فاللَّه يُحيي مجلسَ الشِّهابِ ... ولم يزل مرتفع الجَنَابِ

أحمدُه ما خُطِبَت عَرُوسُ ... حمدًا به تمتَلىءُ الطُّروسُ

مصلِّيًا على النبيِّ الهادي ... إلى الرَّشادِ أشرفِ العبادِ

خيرِ الورى النَّاطق بالصوابِ ... بقوله "يا معشر الشَّبابِ"

صلى عليه اللَّه كل ساعهْ ... مِنْ يومنا هذا ليوم الساعهْ

وآله وصحبِه الكرامِ ... والخلفاء السادةِ الأعلامِ

ما نُظمت قلائدُ الأفراحِ ... أرجوزة في عُقدة النكاحِ

وما انقضت أنكحةُ الوجودِ ... بالمهرِ والوَليِّ والشُّهودِ

وبعد، فالنِّكاحُ جاء الأمْرُ به ... في محكمِ الذكر الحكيم فانْتَبهْ

وفعلُه حثَّ عليه المصطفَى ... لمستطيعٍ لا يرى تكلُّفا


(١) هذا البيت ساقط من (ب).
(٢) في (ب، ط): وكم.
(٣) في (ط): "انتهى".