للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمدة أهل مصرِه (١) والشَّامِ ... في كلِّ علم رُحْلَةُ الأنامِ

محط رَحْلِ طالبي العُلومِ ... وجامع المنثورِ والمنظومِ

كم شرحتْ شروحه (٢) صدورًا ... وأظهرت لغيرها مستُورَا

بها انْجَلَي عَنِ البُخاري المبهمُ ... وفضله ما شَكَّ فيه مسلمُ

في كلِّ علمٍ ماهرٌ مفنَّنُ ... ولاختلافِ العلماء مُتقِنُ

أقَرَّ أهلُ العلمِ والعرفان ... بأنَّه أعجوبةُ الزَّمانِ

كم نُسِبَتْ له علومٌ شَتَّى ... وكم بمصرَ والحجازِ أفتَى

وكم له مِنْ مُلَحٍ مستحسَنهْ ... ومِنْ تصانيفَ غدت مدوَّنَهْ

ما جاءه مُعارضٌ مِنْ جهلهِ ... إلا وعاد شاكرًا من فضلِه

يُتْقِنُ ما يلقيه مِنْ دُروسِ ... برتبةٍ تعظُمُ في النُّفوسِ

إن درَّس التَّفسير فهو آيهْ ... والفقه منه تسمعُ الكِفَايهْ

وفي حديثِ المصطفى عجيبُ ... يُسْمَعُ منه الحَسَنُ الغريبُ

وفي الأصول كم له قياسُ ... حقيقةٌ وما له قياسُ

والنَّحو لو عاصره الخليلُ ... كان بما يقولُه يقولُ

وفي المعاني والبيان أُمَّهْ ... كم طالبٍ للأخذٍ عنه (٣) أمَّهْ

وفي التَّصادير وفي الخَطَابهْ ... وفي الفتاوى كم له غَرابهْ

والنَّظمُ والنثرُ لديه فضلَهْ ... ولم يكن ينكر شخصٌ فضلَهْ

فريدُ عصره شهابُ الدِّينِ ... أُعيذه بالتِّين والزَّيتونِ

راوي الأحاديثِ أبي العباس ... أحمد مَنْ يُرجى لكشف البَاسِ


(١) في (أ): "عصر".
(٢) في (ب): "صدوره".
(٣) "عنه" ساقطة من (ب).