للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسد، والشيخ بهاء الدين المشهدي.

ولم يتفق قراءة الكتاب عليه في غير المرَّة الماضي ذكرُها، نعم، قُرىء عليه نحو النِّصفِ الأول منه بعد ذلك، قرأه عليه العلامة بدر الدين القطان، وابتدأ قراءته من حديث ابن عباس رضي اللَّه عنهما "اللهم فقهه (١) في الدين وعلّمه التأويل" من كتاب العلم، بناءً على قراءة غيره، وقابلتُ حيئنذٍ عليه ما كنتُ كتبتُه منه، وقرأت بنفسي كثيرًا منه.

وبمكة مِنَ الكتاب المذكور عدّة نُسَخٍ، وكذا بدمشق، وهو أيضًا بالمدينة النبوية وببيت المقدس وبلد الخليل وحلب والإسكندرية، وغيرها من الأماكن.

وعَظُمَ الانتفاع به في سائر الآفاق، لكن أكثر النُّسخ التي سارت في الآفاق فيها سُقمٌ كثير، مع كونها قبل الملحق المتجدِّد. نعم، في الغرب -فيما أظنُّ- نسخةُ السَّندبيسي، وهي معتمدة، وكذا أُولى (٢) النسخ بمكة نسخة بخط الشيخ (٣) ابن قمر (٤) عند قاضيها الشافعي، كان اللَّه له، وأخرى بخط ابن نصر اللَّه عند أخيه الفخر أبي بكر.

وصرح كثيرٌ مِنَ العلماء أنه لم يشرح "البخاري" بنظيره، ولو تأخر ابن خلدون حتى رآه أو بعضهَ، لقرَّ عينًا، حيث يقول -وهو متأخر عن شرحي الكرماني وابن الملقن، وإن لم يسلَّم- قوله: "شرح البخاري دَيْنٌ على هذه الأمة".

قلت: وامتاز بجمع طرق الحديث التي ربَّما يتبين من بعضها ترجيح أحد الاحتمالات شرحًا وإعرابًا.


(١) في (أ): "وفقه".
(٢) في (ح): "وأصح". وجاء في هامشها ما نصه: لفظة "أصح" ولفظة "الحافظ" من تبديل صاحب النسخة المعروف، قبيله اللَّه ما أجرأه على اللَّه!.
(٣) في (ح): "الحافظ"، وانظر التعليق رقم (٢).
(٤) في (ط): "ابن عمر"، تحريف. وهر شمس الدين محمد بن علي بن عمر، أبو عبد اللَّه القاهري الحسيني، المتوفى سنة ٨٧٦ هـ. قال المصنف: كتب الكثير من تصانيف شيخنا، حتى إنه كتب "فتح الباري" مرتين وباعها.