للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويظهرُ إن تزِدْه ثمانَ عشرٍ ... "حريقٌ بالبُويرة مُستطيرُ"

خفيفُ الوزن لكن نصفُه لا ... يُوازيه الجنادِلُ والصُّخورُ

قُبَيْل (الطُّورِ) يبدُو وَهْوَ فيها ... بجُمْلَتِها إذا قرأ الخبيرُ

وفِعْلُ الأمرِ منه بكسرِ فاءٍ ... والاسمُ بفتحها فهو الجَديرُ

وفي لغة يجوزُ الكسر حتَّى ... يُساوي الأمرَ مصدرُه الشَّهيرُ

فهذا منتهى نظمي جوابًا ... ولولا الشُّغْلُ ضاقَ به الصُّدورُ

وكتب إليه الشرف عيسى بن حجاج الشاعر العالية (١):

فأجابه:

لقد حيَّيْتَ بالدُّرِّ النَّفيس ... فأحْيَيْتَ المسرَّة للنُّفوسِ

وأسكَرْتَ العُقول بغيرِ راحٍ ... وما حمَّلتَها مُرَّ الكؤوسِ

وطِرْسٌ عاجَ مثلَ العاجِ حُسنًا ... وذاك النَّقشُ مثلُ الآبنوسِ

بدا لي مُلغِزًا في اسمٍ عجيبٍ ... حبيبٍ للنَّديمِ وللجليسِ

بأحرُفِه خماسيٌّ ولكن ... كبيرٌ قدره عندَ الرَّئيسِ

إذا أسقطتَ خَامسَه وثانٍ ... تراه دواءَ ذي الوجْهِ العَبُوسِ

وإن أبقيت حاشيتَيهْ خاءً ... ولامًا فهو طَرْفُ الخَنْدَريس

وإن أقصَيتَه أبدى دُنُوًّا ... بتصحيفٍ وحذف في الطُّروسِ


= وقد أجابه حسان بن ثابت رضي اللَّه عنه بأبيات منها شطر البيت الآتي، وأوله:
"وهان على سراة بني لؤي"
والبويرة موضع منازل بني النضير
انظر ديوان حسان بن ثابت ص ١١٠، ومعجم البلدان ١/ ٥١٢.
(١) هنا بياض في (أ، ط) مقداره أحد عشر سطرًا، وفي (ب) أربعة عشر سطرًا، ومثلها في (ح).