للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحرُفه أضحت تعَدُّ ثلاثةً ... ومَنْ قال: بل حرفين ليس (١) يَمينُ

وفي عَكسِ ثُلْثَيْهِ دليلٌ على الذي ... أشرتُ إليه والبيان (٢) يبينُ

وثُلْثاه بالتَّصحيف شيءٌ محقَّقٌ ... يُظَنُّ مجازًا فيه وهو يقينُ

يُحَدُّ بلا ذَنْبٍ ويُضْرَبُ ظَهرُهُ ... ويلقاه ذلٌّ لا يُحَدُّ وهونُ

وإن قرَّبُوا منه الطِّلى عزَّ جاهُه ... وظلِّ بدِينِ العارفين يَدينُ

ويُعرِبُ لكن بعدما كلَّمَ العدا ... بِمقولِه الهنديِّ وهو مُبينُ

وسمّاه بالمِنْدِيلِ قومٌ لمسحِهِ ... رقَابَ العِدا. إنَّ اللُّغات فنونُ

وإن قال قوم: قلبُ معناه ماسحٌ ... فقُلْ (٣): صحَّ والمعنى عليه معينُ

نحيفٌ له جسمٌ يعزُّ ضريبُه ... نحيلٌ وأمَّا ضربُه فثخينُ

ومِنْ شدَّة البردِ اعترته اهتزازةٌ ... على أن حرَّ النَّارِ فيه دَفينُ

هو الأبيضُ الفردُ الخضيبُ بنانُه ... له وجنةٌ قد أشرقت وجبينُ

نعم وله كفٌّ وقدٌّ وساعِدٌ ... وليس لمخضوبِ البنانِ يمينُ

عجائبه ليست تُعَدُّ فإنَّه ... فريدٌ أساميه الكرامُ مُبينُ

فإنْ شئتَ فاضرب عنه صفحًا فقد غدا ... لكَ السَّبْقُ حقًا فيه وهو مُبينُ

ولا زِلْت للآداب سيفًا مجرّدًا ... بفضلك تحمي شَرْحَها وتصُونُ

وكتب إليه المجدُ أيضًا:

شهابَ العُلى يا مَنْ زها رَوْضُ نظمِه ... وأهدى لنا منثُوره يانِعَ الزَّهْرْ

أحاجيك: ما تصحيفُ شيءٍ نظيرُه ... تباعد نجمٌ عَنْ مدى الشَّمس والقمرُ

وإن شئت مثِّلْهُ وصَحِّفُهُ ثانيًا ... وقل جادَ معشوقٌ سبى حُسْنُه البَشَرُ


(١) في (أ، ح): "بل حرف فليس"، وما هنا موافق لرواية الديوان وجمان الدرر.
(٢) في (ط): "للبيان"
(٣) في (أ): "فقد".