للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مع سلَّة مشمش أرسلها هدية، مما أنشدنيه لفظًا:

أرسلتُ مَنْ تيَّمتني ... فانظروا فاها وفاها

واجبر بفضلك حتَّى ... ترى شِفَاها شِفَاها

والتمس جوابه، فأبطأ عليه، فأرسل إليه سلَّةً أخرى، ومعها:

مِنْ تيمَّنْتُ به أرسلتُه ... كدموعي حَيْثُ نابَت عَنْ دمي

وجوابي بعدَه برَّحَ بي ... كالجوابي عند خدٍّ عَنْدَمي

فأجابه:

يافوزَ حظٍّ بمولى ... للعهدِ والوُدِّ يَحْفَظْ

يقولُ للقلبِ قابِل ... هدِيَّتي والحظ ألحَظْ

وكتب إليه المذكور أيضًا مع هدية رُمَّان ما نصه: هديَّةُ الغِلمان على ورق الرُّمَّان.

هديَّةُ العبد إنْ قَلَّت مباركةٌ ... لأنَّها مِنْ حلالِ الرِّزْقِ مُكْتَسَبَهْ

قَبُولُها الجَبْرُ إنْ مرّ (١) الزمانُ بها ... بالقلبِ محبورة للسَّعد مُرتقبَهْ

فأجابه مع هدية سُكَّر ما نصُّه: الحمد للَّه شكرًا.

حاشى هديّة ذي حِبٍّ يُقالُ بها (٢) ... قِلٌّ وقد أكثر المُهدي لها أدبَهْ

ولم يقلَّ زمانٌ مكثرٌ عددًا ... فالرَّاء في العدِّ خُمسُ الألفِ للحَسَبَهْ

واتَّفق أنَّ المذكور توجَّه عَنِ السُّلطان في كشف بعض الكنائس مع القُضاة، فرأى مِنَ العَلَمِ صالح البُلقيني ما يُشعِرُ بمساعدة أهل الذمّة، فقال:


(١) في (ب): "منْ".
(٢) في (ط): "لها".