للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكتب إليه الحافظ جمال الدين محمد بن موسى بن علي بن عبد الصَّمد بن محمد بن عبد اللَّه المراكشي أحد تلامذته، وهما بينبُع مِنْ درب الحجاز في أوائل العشر الأخير مِنْ ذي القعدة سنة خمس عشرة وثمانمائة ما نصُّه، كما نقلتُه مِنْ خط ابن موسى:

أواحِدَ عصرِهِ مِنْ غَيْرِ ... خُلْفٍ فيه لاثنينِ

أَبِنْ بلدًا لمن أهوى ... دنا مِنْ غير ما بَيْنِ

له اسمٌ وهو فِعْلٌ ... لامُه عينٌ بلا مَيْنِ

كدمعي وهو بالتَّصحيف ... بَعْدَ القَلْبِ في عين (١)


= وصورة الجواب الثاني لصاحب الترجمة نثرًا أن يقال: زد وطىء جدته أم أمه وَطْءَ شبهة فاولدها بنتين، ثم نكح إحداهما عمرو ابن عم زَيد لأب، فأولدها ابنًا، ثم وطىء زيد هذه المنكوحة وطء شبهة فأولدها بنتين، ثم ان عمروًا قتل زيدًا عمدًا؛ فحاصل ما ترك زيد مِنْ الورثة جدته وأربع بنات وابن عم لأب، ومرأة القيتل له هي زوجة عمرو وابنها ابن ابن عم الميت، وأمها هي الجدة أم الأم الموطوءة وأختها وبنتاها، فهن أربع بنات للميت، وصدق أنهم ورثوا المال أسداسًا، لأن للبنات الثلثين وهن أربع، وللجدة السدس، وللعاصب ما بقي، وهو السدس.
وقال القاضي عبد البر بن الشحنة في كتاب "الألغاز" التي وضعها على مذهب الحنفية بعد نقل ما أجاب ابن حجر: "البنتان الأخيران، وهما بنتان مِنْ أم جد إلي آخرها": أحسن الأجوبة التي أجاب بها قاضي القضاة ابن حجر. قال: وأما ما أجاب به الجد رحمه اللَّه نفسه، فصورته نظمًا قوله: أم وأختان منها. . . إلى آخرهما، كما تقدم في كلام السخاوي.
ونثرًا: أن هذا رجل مات عن أمه وأختين لأم وابن عم أبيه، فلم تقسم التركة، ثم إن ابن العم تزوج إحدى الآختين، فأولدها بنتين وطلقها وتزوجت بابن عم له، فأولدها ابنًا، ومات زوجها الثاني ثم الأول الذي منه البنتان، فيخص الأم مِنْ التركة الأولى السدس والأختين الثلث لكل واحدة منهما السدس، والباقي لابن العم، فلما مات قبل قسمة التركة عن بنتيه، كان لهما الثلثان مِنْ تركته، وهي ثلث أصل المال، فكان لكل واحدة منهما سدسه، والباقي وهو ثلث تركته وسدس أصل المال، فكان لكل واحد سدس المال، واللَّه الموفق. انتهي.
(١) في (ط): "عيني".