للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: ووردت مِنْ مكَّة قبل ذلك على صاحب الترجمة أسئلة مِنَ العلَّامة الحافظ تقي الدين أبي الطَّيِّب الفاسي (١)، افتتحها مرة بقوله:

سيدي ومولاي الحافظ الأوحد الناقد شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، [أدام اللَّه به النَّفع بمحمد وآله، يعلم أن مملوكه. . . ثم


= إلّا آدم، فإنه يُكنى أبا محمد، وأهل الجنة ليس لهم لحية إلا آدم، له لحية سوداء إلى سُرَّته، وذلك لأنه لم يكن له في الدنيا لحية، وإنما كانت اللحى لأولاده مِنْ بعده. انتهى. ويحتمل أن يكون هو المراد بقول الشيخ [يعني السخاوي]: "ورأيت بخط بعض أهل العلم" إلى آخره.
وقال البصروي في"جمان الدرر" في هذا الموضع: قلت: وفكر تلميذ صاحب الترجمة العلامة البرهان الناجي الدمشقي في رسالته المسمّاة "حصول البغية فيمن يدخل الجنة بلحية" أن ابن جرير وابن أبي حاتم في "تفسيرهما" والبيهقي في "دلائل النبوة" وابن عساكر في "تاريخ دمشق" وغيرهم أخرجوا مِنْ طريق أبي هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين، بالجيم مصغرًا، وهو متروك، عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث الإسراء المطوّل، قال: "ثم صعدت إلى السماء الخامسة، فإذا أنا بهارون ونصف لحيتة بيضاء ونصفها سوداء تكاد تضرب لسرته مِنْ طولها".
وذكر أبو حفص الميانسي وصاحب "الفردوس" لكن لم يخرجه ولده في "مسنده" عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "أهل الجنة مُرْدٌ إلا موسى، فإن له لحية إلى سرَّته، ويُدعى أهل الجنة بأسمائهم الا آدم، فإنه يكنى بأبي محمد". وفي رواية ابن عباس: "فإن لحيته إلى سرته".
وقال صاحب "البحر" القاضي أبو المحاسن الروياني: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد، حدثنا الحسن بن داود بن مهران، حدثنا سويد بن الحكم، حدثنا حماد بن سلمة عن ليث، عن عكرمة عن ابن عباس، قال: "أهل الجنة مُرْدٌ إلا موسى بن عمران عليه السلام، فإن لحيته إلى صدره وكلُّهم يُدعى باسمه إلَّا آدم، فإنه يُدعى بأبي محمد". فيه مجاهيل، وليث هو ابن أبي سليم صدوق فيه ضَعفٌ يسير مِنْ سوء حفظه، ثم اختلط ولم يتميز حديثه، فيترك.
أخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه بسند ضعيف مِنْ حديث ابن مسعود مرفوعًا: "أهل الجنة مُرْدٌ إلا موسى عليه السلام، فإن له لحية تضرب إلى سُرَّته".
قال: كذا نقله شيخنا قاضي القضاة ابن حجر في فُتياه، ولم يُبَيّن وجه ضعف سنده.
(١) في (ح): "تقي الدين بن فهد الهاشمي". وكأن أحدهم حرفها عن الأصل، حيث جاء في الهامش: "كذلك أظن أنه كان في الأصل بعد (تقي الدين) (فلان الفاسي)، وهو صاحب تاريخ مكة، فأبدله هذا بابن فهد الهاشمي. قابله اللَّه ما أجرأه.