للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ماكولا، حدثني أبو بكر بن مهدي، يعني الحافظ أبا بكر الخطيب، حدثني الحافظ أبو حازم العَبدُوّي (١)، حدثنا أبو عمرو بن مطر، حدثنا الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الهِسِنْجاني، حدثنا الفضل بن زياد القطان، صاحب أحمد بن حنبل، يعني قال: حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا زهير بن حرب. حدثا يحيى بن معين، حدثنا علي بن المديني، حدثنا عبيد اللَّه (٢) بن معاذ، حدثنا شُعْبَة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي اللَّه عنها، قالت: كنَّ أزواج النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يأخذن من رؤوسهنَّ حتى تكون كالوفرة.

هذا حديث صحيح، متفق عليه، عجيب التسلسل بالحفاظ الأئمة ورواية الأقران بعضهم عن بعض، تبعتُ بعض الحفاظ في إيراده، مع أن شيخ المزي ليس بالحافظ، وكذا الراوي عن الإمام أحمد، إنما رأيتُ وصفه أنه كان فقيهًا صالحًا، وأبو عمرو بن مطر هو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري، لم أر وصفه بالحفظ صريحًا، نعم، قد ذكره أحد الآخذين عنه وهو الحاكم في "تاريخه لنيسابور"، وقال فيه: شيخ العدالة، ومعدن الورع، معروف بالسماع، والرحلة، والطلب، على الصدق والضبط، والإتقان، إلى أن قال: وهو الذي انتقى الفوائد على أبي العباس الأصمّ، فأحيا اللَّه علم الأصمِّ بتلك الفوائد، فإن الأصمّ أفسد أصوله، واعتمد على كتاب أبي عمرو، فكان يقرأ مِنْ كتابه زيادةً على عشرة آلاف حديث، وقد روى عنه حفاظ نيسابور، واللَّه أعلم.

وقد وقع لي الحديث عاليًا، لكن بدون تسلسل، قُرىء على شيخي رحمه اللَّه وأنا أسمع، عن أبي هريرة ابن الحافظ الذهبي، أخبرنا البهاء أبو محمد بن عساكر سماعًا (٣)، بقراءة والدي، عن أبي عبد اللَّه محمد بن عبد الواحد المديني، أخبرنا أبو القاسم الحمَّاني، أخبرنا أبو مُسلم النَّحوي،


(١) في هامش (ح) بخط المصنف: اسمه عمر بن أحمد أبو نعيم بن عبدويه. قاله الخطيب. كان ثقة حاذقًا عارفًا حافظًا.
(٢) في (ط) "عبد اللَّه"، تحريف.
(٣) "سماعًا" ساقطة من (ب).