ثم جاء إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الضعيف المعروف ورواه عن الزهرى، فأدرج قوله المذكور في كلام زيد بن ثابت. هكذا ذكره الحافظ في الفتح [٩/ ٢٠]، ثم نقل عن الخطيب أنه قال: "وإنما رواها ابن شهاب مرسلة". قلت: وهو الصواب دون ريب، إلا أن الواقدى يأبى علينا هذا! ثم تراه يرويه - دون حياء - عن معمر بن راشد وابن أخى الزهرى عن الزهرى عن أنس بن مالك به ... ! هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [٣٤/ ٢٧٥ - ٢٧٦]، من طريق الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد عن الواقدى به. قلتُ: والواقدى مكشوف الأمر مهتوك الستر، نسأل الله السلامة، لكن توبع الواقدى على هذا الوجه. تابعه إبراهيم بن حمزة الأسدى، فرواه عن إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن أنس بن مالك به. هكذا أخرجه البيهقى في "سننه" [٣٨٠٦]، من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضى عن إبراهيم به ... قلتُ: وهذا إسناد ظاهره السلامة، لكن نقل البيهقى عن إسماعيل القاضى أنه قال: "هكذا حدثنا إبراهيم بن حمزة بقصة التابوت موصولًا في آخر حديثه، وفصله أبو الوليد - هو الطيالسى - من الحديث؛ فجعله من قول الزهرى ... ". خرجه البيهقى [٣٨٠٧]، من طريق إسماعيل القاضى عن أبى الوليد الطيالسى عن إبراهيم بن سعد عن الزهرى به مرسلًا ... كما مضى. وهذا هو المحفوظ. وإبراهيم بن حمزة وإن كان صدوقًا إلا أن أبا حاتم قد سئل عنه هو وإبراهيم بن المنذر فقال: "كانا متقاربين، ولم يكن لهما تلك المعرفة بالحديث ... ". قلتُ: ويدل على هذا إدراجه قول الزهرى الماضى في حديث أنس. وقد خالفه جماعة من الثقات الأثبات أمثال: أبى الوليد الطيالسى وإسحاق بن أبى إسرائيل والحسن بن موسى الأشيب وعبد الرحمن بن مهدى وغيرهم كلهم، رووه عن إبراهم بن سعد عن الزهرى به مرسلًا. فانتبه يرعاك الله. والطريق الثاني: هو قول الزهرى: "وحدثنى عبيد الله بن عبد الله - وهو ابن عتبة - أن عبد الله - يعنى ابن مسعود - قال .... " إلى آخره. =