قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ قال أبو نعيم عقب روايته: "هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس، لم يروه عن سعد فيما أعلم إلا ابنه إبراهيم" وقال البزار: "لا نعلم أسند سعد عن أنس إلا هذا" وقال الإمام في "الإرواء" [٢/ ٢٩٨]: (قلتُ: وإسناده صحيح على شرط الستة، فإن إبراهيم بن سعد وأباه ثقتان من رجالهم" كذا قال، وفى الإسناد علتان خفيتان: الأولى: قد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث كما نقله عنه ابن عدى في "الكامل" [١/ ٢٤٦]، بإسناد صحيح إليه، فقال: "ليس هذا في كتب إبراهيم، لا ينبغى أن يكون له أصل". كذا، وتعقبه الحافظ في "التهذيب" [١/ ١٠٦]، قائلا: "قلتُ: رواه جماعة عن إبراهيم". قلتُ: فلم يبق إلا أن يكون الوهم من إبراهيم نفسه، ولكن ليس عندى ما أغمز به إبراهيم في ضبطه. كيف وهو الإمام العالم الثقة النبيل؟! تحامل عليه القطان بلا معنى. ثم وجدت ابن رجب قد نقل في شرح العلل" [ص ٣٢٧/]، طبعة السامرائى]، عن الإمام أحمد أنه قال في إبراهيم: "كان يحدث من حفظه فيخطئ، وفى كتابه الصواب" قال ابن رجب: "وقد تكلم فيه يحيى القطان؛ روى من حفظه أحاديث أنكرتْ عليه". ثم ساق له ابن رجب هذا الحديث مع قول أحمد فيه؛ ؤصح بهذا أن الوهم فيه من إبراهيم. فللَّه الحمد. =