للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سعد بن إبراهيم، عن أنس]

٣٦٤٤ - حَدَّثَنَا الحسن بن إسماعيل أبو سعيد بالبصرة، حدّثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أنس - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ، إذَا حَكَمُوا فَعَدَلُوا، وَإذَا عَاهَدُوا فَوَفَوْا، وَإِذَا اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا".


٣٦٤٤ - قوى بشواهده: أخرجه الطيالسى [٢١٣٣]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة" [رقم ١٥٩٥]، وفى "سننه" [١٦٣١٩]، وأبو نعيم في "الحلية" [٣/ ١٧١]، وابن عدى في "الكامل" [١/ ٢٤٦]، وابن عساكر في "تاريخه" [٢٠/ ٢٠٥]، وأبو الفضل الزهرى في"حديثه" [رقم ٣٠٧]، والمؤلف في "المعجم" [رقم ١٥٥]، والبخارى في "تاريخه" كما في "الفتح" [١٣/ ١١٤]، والبزار في "مسنده" [٢/ رقم ١٥٧٨/ كشف]، وغيرهم من طرق عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن أنس به ... وزاد الطيالسى ومن طريقه أبو نعيم في آخره: (فمن يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يُقْبل منهم صَرْف ولا عدل) وهو عند ابن عدى والبيهقى في "المعرفة" بجمتله الأولى فقط: (الأئمة من قريش) وليس عند أبى الفضل الزهرى قوله: (إذا حكموا فعدلوا).
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ قال أبو نعيم عقب روايته: "هذا حديث مشهور ثابت من حديث أنس، لم يروه عن سعد فيما أعلم إلا ابنه إبراهيم" وقال البزار: "لا نعلم أسند سعد عن أنس إلا هذا" وقال الإمام في "الإرواء" [٢/ ٢٩٨]: (قلتُ: وإسناده صحيح على شرط الستة، فإن إبراهيم بن سعد وأباه ثقتان من رجالهم" كذا قال، وفى الإسناد علتان خفيتان:
الأولى: قد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث كما نقله عنه ابن عدى في "الكامل" [١/ ٢٤٦]، بإسناد صحيح إليه، فقال: "ليس هذا في كتب إبراهيم، لا ينبغى أن يكون له أصل". كذا، وتعقبه الحافظ في "التهذيب" [١/ ١٠٦]، قائلا: "قلتُ: رواه جماعة عن إبراهيم".
قلتُ: فلم يبق إلا أن يكون الوهم من إبراهيم نفسه، ولكن ليس عندى ما أغمز به إبراهيم في ضبطه. كيف وهو الإمام العالم الثقة النبيل؟! تحامل عليه القطان بلا معنى. ثم وجدت ابن رجب قد نقل في شرح العلل" [ص ٣٢٧/]، طبعة السامرائى]، عن الإمام أحمد أنه قال في إبراهيم: "كان يحدث من حفظه فيخطئ، وفى كتابه الصواب" قال ابن رجب: "وقد تكلم فيه يحيى القطان؛ روى من حفظه أحاديث أنكرتْ عليه". ثم ساق له ابن رجب هذا الحديث مع قول أحمد فيه؛ ؤصح بهذا أن الوهم فيه من إبراهيم. فللَّه الحمد. =

<<  <  ج: ص:  >  >>