قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة": [١/ ٤٦]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف التابعى؛ وقد تفرد يزيد بالرواية عنه؛ فهو مجهول، واختلف عليه في اسمه، فقال الليث: سعد بن سنان؛ وقال ابن إسحاق وابن لهيعة: سنان بن سعد، وقال أحمد بن حنبل: لم أكتب حديثه لاضطرابهم في اسمه". قلتُ: الذي صححه البخارى وابن يونس وغيرهما أن الصواب في اسمه هو (سنان بن سعد) وهو شيخ ضعيف مختلط، كما يأتى بسط كلام النقاد عليه في الحديث الآتى [برقم ٤٢٥٤]، وللحديث طريقان آخران واهيان عن أنس به ... ؛ أحدهما: عند ابن عدى في "الكامل" [٢/ ٣٠٧]، وأبى نعيم في أخبار أصبهان [ص ٢٠١]، وسنده منكر جدًّا. والثانى: عند الخطيب في المتفق والمفترق [رقم ٤٧٥]، وسنده تالف أيضًا. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة؛ منهم ابن عمر؛ وحديئه يأتى [برقم ٥٦١٤، ٥٦٧٧]، ومنهم أبو هريرة: وحديثه يأتى أيضًا [برقم ٦٢٣٠]، وهو حديث صحيح ثابت. • تنبيه: رأيت الهيثمي قد أورد هذا الحديث في "المجمع" [١/ ٥٢٥]، وقال: (رواه أبو يعلى، وفيه ابن سنان عن أنس، وعنه يزيد بن أبى حبيب، ولم أر من ذكره). قلتُ: قد وهم الهيثمى مرتين: فالأولى: أن استدرك الحديث وهو عند (ابن ماجه). والثانية: أنه لو نظر في "تهذيب المزى" [٣٢/ ١٠٣]، ترجمة (يزيد بن أبى حبيب) لوجد في مشيخته: (سنان بن سعد) ويقال: (سعد بن سنان) وكذا لو نظر في ترجمة (أنس بن مالك) لوجده في الرواة عنده أيضًا، فكيف لم ير من ذكره؟!.