قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حدث حماد بن سلمة". قلتُ: مداره على عليّ بن زيد بن جدعان، وهو فقيه صاحب مناكير وغرائب، وقد تركه جماعة من النقاد، لكنه لم ينفرد به. بل تابعه عليه حميد الطويل مقرونًا معه عن أنس به ... عند الحاكم [٣/ ١٧٢]، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد، ثنا الحسين بن الفضل البجلى، ثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، أخبرنى حميد وعليّ بن زيد، عن أنس بن مالك به. قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه). قلتُ: يعنى بذلك رواية (حماد عن حميد عن أنس) وهى ترجمة صحيحة على شرط مسلم كما قال؛ وسندها إلى حماد ثابت مستقيم؛ فشيخ الحاكم هو (محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف أبو بكر النيسابورى) سبط العباس بن حمزة، ترجمه الذهبى في "تاريخه" [وفيات سنة ٣٤٣ هـ]، وقال: "كان محدثًا لأصحاب الرأى في عصره لولا مجون كان فيه ... " =