قال الترمذى: "هذا حديث غريب". قلتُ: كأنما يشير إلى ضعفه، فإن (عبيد بن واقد) شيخ منكر الحديث، ضعفه أبو حاتم الرازى، وترجمه ابن عدى في "الكامل" وساق له جملة من مناكيره، منها هذا الحديث، ثم قال: "وعبيد بن واقد له غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" وقال في ترجمة إسماعيل بن يعلى من "كامله" [١/ ٣١٦]: "وعبيد بن واقد: شيخ بصرى، وهو أيضًا في جملة الضعفاء" وشيخه (سعيد بن عطية الليثى) شيخ صدوق إن شاء الله؛ وشهر بن حوشب: فيه كلام كثير، لخصه الحافظ في "التقريب" فقال: "صدوق كثير الإرسال والأوهام" ولعلنا نشير إلى بعض حاله قريبًا. وللحديث: طريق آخر عن أبى هريرة به نحوه ... عند الحاكم [١/ ٧٢٩]، ومن طريقه ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" [٢/ ٩٠/ الطبعة العلمية]، والطبرانى في "مسند الشاميين" [٣/ رقم ٢٠٠٤]، وفى "الدعاء" [رقم ٤٤]، وعبد الغنى المقدسى في "الدعاء" [١٤٤ - ١٤٥]، كما في "الصحيحة" [٢/ ٩٢]، وغيرهم، وسنده لا يثبت، راجع الكلام عليه في "الصحيحة" [٢/ ٩٢]. وله طريق ثالث: عند الخطيب في "تاريخه" [١/ ٤١٤] و [٨/ ٣٩٩]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية" [٢/ ٨٤٢ - ٨٤٣]، وسنده باطل، وله طريق رابع: عند ابن عدى في "الكامل" [٢/ ٤١٤ ترجمة حبيب بن رزيق]، وسنده كذب محض، وقد تساهل مَن حسَّن الحديث بتلك الطرق التى يُرْثَى لها، فالله المستعان. =