للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أيوب، عن أنس]

٤١٩٢ - حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا أيوب، عن أنس بن مالكٍ، قال: ما رأيت أحدًا أرحم بالعيال من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان استرضع لابنه إبراهيم بأقصى المدينة، وكان زوجها قينًا، وكان يأتيه، فيأتيه الغلام وعليه أثر الدخان فيلتزمه ويقبله ويشمه.


٤١٩٢ - صحيح: أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -" [رقم ١٢٩]، والطيالسى [٢١١٥]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤/ ٨٨]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن أيوب السختيانى عن أنس به ... وهو عند الطيالسى وابن عساكر مختصرًا، ولفظ الطيالسى: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا بالعيال) ولفظ ابن عساكر: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أرحم الناس بالصبيان والعيال).
قال الإمام في "الصحيحة" [٥/ ١٢٩]: (هذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين، وقول ابن حبان في "الثقات"، "قيل: إنه - يعنى أيوبًا - سمع من أنس، ولا يصح ذلك عندى" فلا يعله بالانقطاع؛ لأن الحافظ قد جزم في "التهذيب" بأنه - يعنى أيوبًا - رأى أنسًا، وسنه يساعده على ذلك؛ فقد كان عمره حين مات أنس: نحوًا من خمس وعشرين سنة، ثم هو لم يعرف بتدليس؛ فروايته محمولة على الاتصال عند الجمهور ..
قلتُ: لم يصب الإمام الرمية، وكان ينبغى عليه التسليم لأبى حاتم البستى نفيه لسماع أيوب من أنس؛ لأن أبا حاتم لم يكن يجهل رؤية أيوب لأنس أصلا، فإذا نفى مثل ابن حبان السماع؛ كان على المخالف إقامة الدليل بصحة النقيض؛ ومجرد الرؤية: قرينة مجردة وحسب على مطلق السماع.
والحافظ: الذي يستند إليه الإمام في التدليل على ثبوت سماع أيوب من أنس، قد جزم هو بعدم السماع البتة، بل وذكر أيوبًا في "طبقات المدلسين" [ص ٩]، وقال: "رأى أنسًا ولم يسمع منه؛ فحدث عنه بعدة أحاديث بالعنعنة ... " ..
قلتُ: لكن هذا لا يوجب أن يكون أيوب مدلسًا، بل صنيعه هذا يعد من قبيل المرسل الخفى، ثم إن عدم سماعه من أنس: هو الذي جزم به النقاد، فمضى قول ابن حبان في "الثقات" [٦/ ٥٣]، وقال أيضًا في ترجمة أيوب من كتابه "مشاهير علماء الأمصار" [ص ١٥٠]: "ليس يصح له عن أنس بن مالك سماع" وقبله قال سميه أبو حاتم الرازى كما في "المراسيل" [ص ١٤]، =

<<  <  ج: ص:  >  >>