قلتُ: هذا إسناد مداره على ابن جدعان وهو فقيه ضعيف سيئ الحفظ صاحب مناكير. وقد اضطرب كثيرًا في تعين اسم الصحابى رواى الحديث، فتارة يقول: (مالك القشيرى) وتارة (أبو مالك) وتارة (ابن مالك) وتارة (مالك بن عمرو) وتارة (مالك بن الحارث) وقال فيه غير ذلك. ورجَّح الحافظ في "الإصابة" [١/ ٢٩]، أن اسمه (أبيُّ بن مالك) وأيِّد ذلك بأمور أقواها: أن قتادة قد تابع عليَّ بن زيد على بعضه عند الطيالسى [١٣٢١]، وغيره، فقال: (عن زرارة بن أوفى عن أبى بن مالك به ... ) وهذا هو الصواب إن شاء الله. وقتادة أحفظ وأضبط من عشرات مثل الإمام على بن زيد. والحديث رواه أيضًا: الحسين بن حرب في "البر والصلة" [رقم ٢٠٧]، وابن المبارك في "الزهد" [رقم ٦٥٦]، والطبرانى في "مكارم الأخلاق" [رقم ١٠٨]، وابن قانع في "معجم الصحابة" [رقم ١٠٨]، وغيرهم، مختصرًا ببعض فقراته. من طريق ابن جدعان أيضًا، لكن لفقراته كلها شواهد تقويه وتنهض به إلى مرتبة الصحيح إن شاء الله. فقد توبع ابن جدعان على الفقرة الوسطى منه: تابعه عليها قتادة عند الطيالسى [١٣٢١]، وأحمد [٤/ ٣٤٤]، وجماعة. وسنده صحيح. ولفقرته الأولى شواهد كثيرة، أقربها إلى لفظها: حديث ابن عباس الآتى [٢٤٥٧]، ولفقرته الأخيرة شواهد كثيرة أيضًا، يأتى منها حديث عقبة بن عامر [برقم ١٧٦٠]، وراجع "الصحيحة" [٦/ ٨٩٣] للإمام.