للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[العلاء بن زياد، عن أنس]

٤٠٤١ - حدثنا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدثنا عبد الرحمن بن أبى الصهباء، حدثنا أبو غالب قال: سمعت العلاء بن زياد قال: قلت: لأنس كيف يبعث الناس يوم القيامة؟ قال: يبعثون والسماء تطشُّ.


٤٠٤١ - ضعيف: هذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: عبد الرحمن بن أبى الصهباء: لم يرو عنه سوى ثلاثة فقط فيما ذكروه في ترجمته، وانفرد ابن حبان بتوثيقه، وبه أعله الهيثمى في "المجمع" [١٠/ ٦٠٥]، وقد اختلف عليه في سنده، فرواه عنه محمد بن أبى بكر المقدمى كما مضى؛ وخالفه أحمد بن عبد الملك بن واقد، فرواه عنه فقال: ثنا نافع أبو غالب قال: حدثنى أنس بن مالك به مرفوعًا ... ، فأسقط منه (العلاء بن زياد) وصيَّره مرفوعًا.
هكذا أخرجه أحمد [٣/ ٢٦٦]، والدولابى في "الكنى" [رقم ١١٥٤]، وأحمد بن عبد الملك ثقة مأمون لم يتكلم فيه أحد بحجة، فإن لم يكن ابن أبى الصهباء قد اضطرب فيه، وإلا فالآفة من شيخه، وهو العلة الثانية.
الثانية: فأبو غالب هذا: هو نافع - وقيل رافع - الباهلى الخياط: وثقه ابن معين وموسى بن هارون الحمال كما نقله عنهما الحافظ في "التهذيب" [١٢/ ١٩٧]، ونقل توثيقه أيضًا عن أبى حاتم الرازى، والذى في "الجرح والتعديل" [٨/ ٤٥٥]، وعنه المزى في "تهذيبه" [٣٤/ ١٦٩]، قول أبى حاتم: (شيخ) وكذا وثقه الدارقطنى كما في "سؤالات البرقانى له" [ص ٦٨/ ٥٢٢]، لكن ذكره ابن حبان في "الثقات" [٥/ ٤٧١]، فقال: "لا يعجبنى الاحتجاج بخبره إذا انفرد".
قلتُ: فلماذا حشرته في زمرة "الثقات"؟! ثم ترجح عنده ضعفه، فأورده في "المجروحين" [٣/ ٥٩ - ٦٠]، وقال: "منكر الحديث، يروى عن أنس بن مالك ما ليما يتابع عليه، على قلة روايته، وهو الذي روى عن أنس - صلى الله عليه وسلم - قال: يبعث الناس يوم القيامة ... إلخ" وساق الحديث.
قلتُ: فلو توسطنا في حال أبى غالب هذا، وقلنا مثلًا عنه: (صدوق يخطئ) جمعًا بين كلامهم فيه، لم يكن هذا الحديث له إلا منكرًا، لكونه مما أنكر عليه، على قلة روايته؛ وهم قد يغتفرون للراوى بعض خطئه في سعة محفوظه؛ وابن حبان على تشدده في النقد والتجريح؛ إلا أنه ربما كان قوله أقرب إلى الصواب في كثير من النقلة الذين سبر حديثهم؛ فأوصله النظر إلى هجرهم، والطعن فيهم، فيكون كلامه في هؤلاء مقدمًا على ذلك التوثيق المطلق الصادر من بعض النقاد في أولئك. والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>