للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (*)

١٤٠ - وَبالإِسْنَاد، حدّثنا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى الموصلى، حدّثنا شيبان بن فَرُّوخ، حدّثنا سليمانَ بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: كنا عند عمر بن الخطاب، بالمدينة، فتراءينا الهلال، وكنت رجلًا حديد البصر، فرأيته وليس أحدٌ يزعم أنه رآه غيرى، قال: فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلقٍ على فراشى، ثم أنشأ يحدّثنا عن أهل بدرٍ، قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرينا


(*) هو: أمير المؤمنين الإمام الكبير فاروق الإسلام، العادل الراشد القوى في الحق، الزاهد الورع التقى النقى الطامر العلم، فاتح الفتوح الذي أقضَّت جيوشه مضاجع كسرى وقيصر وملوك الدنيا. الرجل الذي أعز الله به الدين، ونصر بشجاعته وإقدامه جماعة الموحدين، ما لاقاه الشيطان سالكًا فجًا إلا سلك سواه فكيف بشياطين الإنس؟! هو أبو حافصة أم المؤمنين، ووالد عبد الله بن عمر العبد الصالح، وجد سالم بن عمر أحد الفقهاء السبعة، وزوج أم كلثوم بنت الإمام على بن أبى طالب. وأول من دوَّن التاريخ من عام الهجرة، وأول من جمع الناس - بتلك الهيئة - لقيام رمضان، وأول أمير للمؤمنين، وأول من كان يُعَسْعس ليلًا لتفقد أحوال الرعية .. هو شيخ الإسلام بحق. وإمام الدنيا بكل صدق. لم يُعْرف لَلعدل دولة قامت دهرًا إلا في زمانه، وما اكتحلت عيون الزمان بمثل صلابته في الحق. وحُقَّ له أن لو كان ثمَّ نبى - بعد رسول الله - لكان هو، وشمائله وفضائله تحتاج إلى بضع مجلدات. ونحن نشهد الله والمؤمنين: أن قلوبنا قد عُجنت بماء محبته وسائر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبَّح الله الشيعة الرافضة، ولا يبغض عمر إلا أحد رجلين: إما كافر أو زنديق! نسأل الله السلامة. ونسأله أن يجمعنا مع ذلك الإمام الراشد.
١٤٠ - صحيح: أخرجه مسلم [٢٨٧٣]، وأحمد [١/ ٢٦]، والنسائى [٢٠٢٤]، والطيالسى [٤٠]، والطبرانى في "الأوسط" [٨/ رقم ٨٤٥٣]، و"الصغير" [٢/ رقم ١٠٨٥]، والبزار [٢٢٢] وابن أبى شيبة [٣٦٧٠٩]، وجماعة من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه ... مطولًا ومختصرًا.
قلت: وسنده صحيح حجة. وقد توبع عليه سليمان: تابعه حماد بن سلمة عند ابن حبان [٦٤٩٨] وجماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>