ولفظ أبى داود: (عن أنس: أن أبا طلحة سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أيتام ورثوا خمرًا؟! قال: أهريقوها، قال: أفلا أجعلها خلًا؟ قال: لا) ونحوه عند أحمد وابن أبى شيبة وابن زنجويه والطحاوى، وهو رواية للبيهقى وأبى عوانة والدارقطنى، وكذا المؤلف كما يأتى [برقم ٤٠٥١]، وزاد أحمد وغيره: (قال: فأهراقه) وفى رواية للبيهقى وأحمد وهى لفظ الدارمى: (كان في حجر أبى طلحة يتامى، واشترى لهم خمرًا، فلما نزل تحريم الخمر، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال: أجعله خلًا، قال: لا، فأهرقه) وفى رواية للطحاوى: (عن أنس أن رجلًا قال للنبى - صلى الله عليه وسلم - عندى خمر، فقال: صبها، قال: أجعلها خلًا؟ قال: لا) وفى رواية لأبى عوانة: (عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى أن يجعل الخمر خلًا) ولفظ ابن الجارود: (سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخمر تجعل خلًا، فكرهه) وهو رواية لأبى عوانة وابن زنجويه، وهو لفظ الفسوى أيضًا. قلتُ: وسنده حسن صالح؛ بل قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" ويحيى بن عباد هذا هو أبو هبيرة الكوفى الثقة المعروف؛ والسدى حسن الحديث كما مضى في الذي قبله. وقد اختلف عليه في سنده كما شرحناه في (غرس الأشجار) لكن هذا الوجه هو المحفوظ عنه، وقد رواه بعض الضعفاء عن الثورى عن السدى عن يحيى بن عباد عن أنس به نحوه ... وزاد في آخره: (قال: فصبَّه حتى سال به الوادى) أخرجه البيهقى في "سننه" [١٠٩٨٠]، والطحاوى في "المشكل" [٨/ ١٢٠]، وهى زيادة منكرة؛ لتفرد ذلك الضعيف بها عن الثورى، وقد خالفه الأثبات من أصحاب سفيان فلم يذكروها، وهذا المحفوظ عنه.