للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسند على بن أبى طالب - رضي الله عنه -]

٢٦١ - حدّثنا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى، سنة ست وثلاثمائةٍ، حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حربٍ، حدّثنا أبو معاوية محمد بن خازمٍ، حدّثنا الأعمش، عن خيثمة، عن سويد بن غفلة، قال: قال عليٌّ: إذا حدثتكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا فلأن أخر من السماء أحب من أن أكذب عليه، وإذا حدثتكم عن غيره، فإنما أنا محاربٌ، والحرب


(*) هو: أمير المؤمنين، الإمام الكبير، والأسد المغوار، والليث الجسور، والفارس المقدام، والفتى الشجاع، والرجل الحصيف الرزين القوى المتين. أول من أسلم من الصبيان على الإطلاق، صاحب راية خيبر، الإمام المظفر أبدًا. ما خاض معركة إلا وكان النصر حليفه، ومن له طاقة في الصمود أمام أبى الحسن؟! وصفه بعضهم فقال: "كان والله بعيد المدى شديد القوى؛ يقول فصلًا، ويحكم عدلًا، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه؛ يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة، كان إذا تبسَّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوى في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله".
قلتُ: وسيأتى في الحديث [رقم ٢٩١]، أن النبي قد عهد إليه: "أنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق" ونحن نشهد الله ورسوله والمؤمنين: أننا نحب أبا الحسن ونتولاه ونعتقده، ونُبغض كل من يبغضه ويسبه، بل نفسقه ونُبدِّعه ونؤثِّمه ونُعاديه ونكرهه، ومن يبغض عليًا فهو يبغض رسوله ومن يبغض رسوله فهو يبغض ربه ومَنْ يبغض ربه فقد هلك، وليست محبتنا للإمام على كالتى للّه والنبى، بل لا نجفو عنه، ولا نغالى فيه. فليس هو معصومًا ولا شبه معصوم أصلًا. ودع عنك قول غلاة الروافض في على وأهل بيته فإنهم حمير هذه الأمة كما قاله جماعة من السلف. فمن أفْرط في: محبة هذا الإمام حتى أنزله منازل الأنبياء فهو غالٍ هالك، ومن فرَّط في محبته حتى جعل يسبه وأولاده فهو آثم فاسق. وأهل السنة وسط الوسط. نسأل اللّه أن يجمعنا بعلى وأهل بيته في دار كرامته، وفى فردوس رحمته. وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٢٦١ - صحيح: أخرجه البخارى [٣٤١٥]، ومسلم [١٠٦٦]، وأبو داود [٤٧٦٧]، والنسائى [٤١٠٢]، وأحمد [١/ ٨١]، وابن حبان [٦٧٣٩]، والطيالسى [١٦٨]، والبزار [٥٦٨]، وعبد الرزاق [١٨٦٧٧]، وأبو القاسم البغوى في "الجعديات" [٢٥٩٥]، وابن أبى عاصم في =

<<  <  ج: ص:  >  >>