للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عروة بن مضرس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (*)

٩٤٦ - حدّثنا زحمويه، حدّثنا صالحٌ - يعنى ابن عمر - عن مطرفٍ، عن عامرٍ، عن عروة بن مضرسٍ، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله، إنى أنضيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَدْرَكَ جَمْعًا فَوَقَفَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يُفيضَ، فَقَدْ أَدْرَكَ الْحجَّ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْ جَمْعًا فَلا حَجَّ لَهُ".


(*) هو: صحابى مشهور. وحديثه عند أصحاب السنن.
٩٤٦ - صحيح: أخرجه النسائي [٣٠٤٠]، والطبرانى في "الكبير" [١٧/ رقم ٣٨٣]، والطحاوى في "المشكل" [٤٠٧٣]، وابن حزم في "المحلى" [٧/ ١٣٠]، وفى "حجة الوداع" [ص ١١٩]، وغيرهم، من طرق عن مطرف بن طريف عن عامر الشعبى عن عروة بن مضرس به مثله وبنحوه،. وفى آخره عند بعضه بلفظ: "فلم يدرك ... " وعند بعضهم بلفظ: "فلم يدرك الحج".
قلتُ: وهذا إسناد صحيح حجة. الشعبى لا يُسأل عنه، ومطرف إمام عابد حجة. وقد تابعه عليه جماعة من الأكابر: منهم إسماعيل بن أبى خالد عند أبى داود [١٩٥٠]، والترمذى [٨٩١]، والنسائى [٣٠٣٩]، وابن ماجه [٣٠١٦]، وجماعة كثيرة. ومنهم داود بن أبى هند وزبيد بن الحارث وابن أبى السفر وداود الأودى وحماد بن أبى سليمان وسيار أبو الحكم وغيرهم عن الشعبى بنحوه، لكنهم لم يذكروا شيه تلك الجملة الأخيرة "فلا حج له" أو "فلم يدرك" أو "فلم يدرك الحج"، وإنما في رواياتهم: " ... فقد تم حجه وقضى تفثه" ونحوها.
وقد أنكر جماعة على مطرف تلك الجملة الماضية، منهم الطحاوى في "المشكل"، بل ذكر الحافظ في "الفتح" [٣/ ٥٢٩]، أن العقيلى قد ألَّف جزءًا في إنكار هذه الزيادة - يعنى: "فلا حج له" - وبيَّن أنها من رواية مطرف عن الشعبى عن عروة، وأن مطرفًا كان يهم في المتون، وأغرب الإمام في "الإرواء" [٤/ ٢٥٩]، فقال: "وأنا أظن أنها - يعنى: الزيادة الماضية - مدرجة من كلام الشعبى ... " والحق: أنها جملة صحيحة إسنادًا ومتنًا. أما الإسناد: فإن مطرفًا ثقة إمام ثبت متقن، ولا ينبغى الجزم بتوهيمه في إسناد أو متن إلا ببرهان قوى سوى مطلق المخالفة، وكونه كان (يهم في المتون) فلم أجده لغير العقيلى، والعقيلى حافظ إمام جليل القدر، فلا بأس من الاعتبار بما يقوله في مطرف من حيث الجملة. أما في خصوص هذا الحديث فلا نقبله إن شاء الله. وبرهان ذلك في الآتى: =

<<  <  ج: ص:  >  >>