الأول: الصنابح بن الأعسر، ويقال له، الصنابحة أيضًا: وهذا صحابى بالاتفاق، يروى عنه قيس بن أبى حازم، وهو الآتى حديثه برقم [١٤٥٢]، و [١٤٥٣]، وصنيع المؤلف: يوهم أن هذا وعبد الله الصنابحى رجل واحد، وهذا وهم يأتى عنه المزيد! والثانى: أبو عبد الله الصنابحى عبد الر حمن بن عسيلة: وهذا تابعى كبير، ثقة إمام جليل الشأن. والثالث: عبد الله الصنابحى: وهذا هو الذي تدور حوله الدوائر، وقد انفرد عنه عطاء بن يسار بالرواية، وأشهر ما رواه عنه عطاء: ثلاثة أحاديث: الأول: (إن الشمس تطلع معها قرن الشيطان ... ) وهو حديثنا. والثانى: (خمس صلوات افترضهن الله ... ) وهذا رواه عن عبادة بن الصامت. والثالث: (إذا توضأ العبد المسلم). فهذا الثلاثة أحاديث قد رواها زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحى ... فاختلفوا على زيد بن أسلم في تسمية (الصنابحى) فذهب ابن المدينى ويعقوب ابن شيبة إلى أن الصنابحة رجلان فقط: الأول والثانى، وأن من رواه فقال: (عن عبد الله الصنابحى) فقد وهم وأخطأ، وإنما هو (أبو عبد الله الصنابحى) وهو عبد الرحمن بن عسيلة التابعى المشهور. وهكذا جزم جماعة من العلماء: منهم ابن عبد البر، وقبله البخارى كما حكاه عنه الترمذى في "علله". وجزم ابن عبد البر بأن هذا الاضطراب في اسم (الصنابحى) ما جاء إلا من زيد بن أسلم، كما في "التمهيد" [٤/ ٢]، وصوَّب أنه: (أبو عبد الله) وليس (عبد الله) وهذا القول انتصر له العراقى في "المغنى" [١/ ١٦٩]، وهو ظاهر تصرُّف تلميذه الحافظ ابن حجر أيضًا. وذهب آخرون إلى إثبات وجود (عبد الله الصنابحى) لكنهم اختلفوا في صحبته. أما وجوده: فجزم به ابن السكن وقبله ابن معين وأبو حاتم الرازى وابن سعد. وانتصر له السراج البلقينى - شيخ ابن حجر - وقبله الحافظ المزى. وقد رأيتُ الحافظ قد مال إليه في "الإصابة" [٤/ ٢٧١]، بخلاف ما يفهم من تصرفه في "التهذيب" و"التقريب"، وهذا القول هو الذي نرجحه إن شاء الله! وأدلة ذلك يضيق عنها هذا المقام. =