وأقوى ما استدل به بعضهم على صحبته: هو ما وقع التصريح بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض طرق هذا الحديث الآتى، ولا أرى ذلك إلا وهمًا كما يأتي التنبيه عليه. ولكن يبقى شئ أخير: وهو: من يكون صاحب هذا الحديث الآتى؟! هل هو (عبد الله الصابحى) أم (أبو عبد الله الصنابحى)؟! فقد رواه جماعة عن زيد بن أسلم فقالوا: (عن أبى عبد الله الصنابحى)، وهكذا قاله مطرف وإسحاق الطباع عن مالك عن زيد بن أسلم، والمشهور عن مالك هو (عن عبد الله الصنابحى) وهكذا رواه سائر رواة "الموطأ" عنه. وهكذا قاله حفص بن ميسرة وزهير بن محمد عن زيد بن أسلم. والترجيح هنا عسر، وقد مضى أن ابن عبد البر قد أرجع هذا الاختلاف إلى زيد بن أسلم، وأنه قد اضطرب في (الصنابحى). وينهض عندى قول من قال: (عن عبد الله الصنابحى) ولعله كان يكنى بـ (أبى عبد الله)، فإن صح هذا اندفع الإشكال رأسًا، وزال هذا الاختلاف القائم، وإلا ففى المقام نظر. ١٤٥١ - صحيح: دون قوله: (فإذا ارتفعت فارقها، فإذا استوت قارنها): أخرجه مالك [٥١٢]، ومن طريقه النسائي [٥٥٩]، والشافعى [٨٠٢]، والبيهقى في "سننه" [٤١٧٧]، والطحاوى في "المشكل" [رقم ٣٣٤٦]، والبغوى في "شرح السنة" [٢/ ٥٣]، وابن قانع في "معجم الصحابة" [رقم ٧٩٤]، والفسوى في "المعرفة" [١/ ٢٣٠]، والخطيب في الفقيه والمتفقه [رقم ٢٩١]، وغيرهم، من طرق عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحى به ... قلتُ: هذا إسناد مرسل، وقد اختلف على مالك في الصنابحى، فرواه عنه الجماعة فقالوا: (عن عبد الله الصنابحى) ورواه عنه مطرف وإسحاق الطباع فقالا: (عن أبى عبد الله =