وقد أشار هشام بن عروة إلى عدم صُحْبته أيضًا، فقال عقب روايته هذا الحديث عند أحمد [٣/ ٤٨٤]، وغيره: (هم يقولون: لم يدكر النبي - صلى الله عليه وسلم -). * فالحاصل: أن جارية مختلف في صحبته كما قاله المزى في ترجمته من "التهذيب" [٤/ ٤٨٠]، لكن مضى أن الأكثرين على كونه صحابيًا؛ وهذا هو الذي رجحه الحافظ في "التهذيب" و "الإصابة" وقال في "التقريب": "صحابى على الصحيح" وهذا هو الأقرب إن شاء الله. ٦٨٣٨ - صحيح: هذا إسناد صحيح إلا أنه معلول، فرجاله كلهم ثقات مشاهير رجال "الصحيح" سوى جارية بن قدامة وعم أبيه، وجارية: صحابى على الراجح من أقوال النقاد؛ وإبهام عم أبيه: لا يضر على التحقيق؛ لأن الصحابة كلهم عدول؛ فالإسناد مستقيم لولا أن أبا معاوية الضرير لم يتابع عليه، وقد اختلف في سنده على هشام بن عروة على ألوان كثيرة، ذكرها الدارقطنى في "علله" [١٣/ ٨ - ١٢]، ولم يفصل بينها بشئ ومن تلك الألوان: ١ - أن يحيى القطان رواه عن هشام بن عروة عن أبيه عن الأحنف بن قيس فقال: (عن عم له يقال: جارية بن قدامة، أن رجلًا قال للنبى - صلى الله عليه وسلم - ... ) وساق الحديث نحوه ... هكذا أخرجه أحمد [٣/ ٤٨٤]، وابن حبان [٥٦٩٠]، والطبرانى في "الكبير" [٢/ رقم ٢٠٩٥]، والدارقطنى في "المؤتلف والمختلف" [١/ ١٠٢، ١٠٣]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق" [برقم ٣١١]، والخطيب في "تاريخه" [٣/ ١٠٨]، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" [ص ١٢٢]، وابن الأثير في "أسد الغابة" [١/ ١٦٦]. =