للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسند فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (*)

٦٧٣٩ - حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حمادٍ النرسي، حدّثنا وهيب بن خالدٍ، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه، عن جابرٍ، قال: أقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعًا بالمدينة لم يحج، ثم أذن في الناس بالخروج، فلما جاء ذا الحليفة صلى بذى الحليفة، فولدت أسماء بنت عميسٍ، محمد بن أبي بكرٍ، وأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِالثَّوْبِ وَأَهِلِّي"، قال: ففعلت، فلما اطمأن صدر راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ظهر البيداء أهل وأهللنا معه، لا نعرف إلا الحج وله خرجنا، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا، والقرآن ينزل عليه وهو يعرف تأويله، وإنما يفعل ما أمر به، قال جابرٌ: فنظرت بين يدى، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، مد بصرى، والناس مشاةٌ، والركبان، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبى، يقول: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْك، لا شَرِيكَ لَكَ"، فلما قدمنا مكة بدأ فاستلم الركن، فسعى ثلاثة أطوافٍ، ومشى أربعًا، فلما فرغ من طوافه وانطلق إلى المقام، فقال: "قال الله: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: ١٢٥]، صلى خلف مقام إبراهيم ركعتين، قال جعفر بن محمدٍ: قال أبي: كان يقرأ فيهما بالتوحيد: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} [الكافرون: ١]، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص: ١]، قال: ولم يذكر ذلك عن جابرٍ، قال جابرٌ: ثم انطلق إلى الركن فاستلمه، ثم انطلق إلى الصفا، فقال: "نبدأ بما بدأ الله به {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٥٨] "، فرقى على الصفا، حتى بدا له البيت، وكبر ثلاثًا، وقال: "لا إِلَهَ إِلا اللَهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ


(*) هي: السيدة الكاملة؛ والمرأة الفاضلة، سيدة نساء أهل الجنة، وأم السِّبْطَيْن؛ وقرة عين النبي - صلى الله عليه وسلم - القرشية لهاشمية الصابرة الرَّزَاق الطاهرة، ومناقبها منشورة مشهورة - رضي الله عنها وأرضاها.
٦٧٣٩ - صحيح: مضى سابقًا في (مسند جابر) [برقم ٢٠٢٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>