قلتُ: فالظاهر من حاله أنه شيخ صدوق محدث ذو رحلة وطلب؛ أما شربه للمسكر، فلا يضره إن شاء الله؛ لأنه كان يتناوله على مذهب الكوفيين؛ فقدكان حنفيًا كما مضى عن الذهبى آنفًا، وغير الكوفيين يسمون النبيذ: خمرًا ومسكرًا، فليس على الرجل من ذلك عاب؛ لأنه كان متأولًا. وشيخه الحسين بن الفضل هو البجلى الكوفى النيسابورى العلامة المحدث الفسر المترجم في "سير النبلاء" [١٣/ ٤١٤]، أورده الذهبى في "الميزان" ثم قال: "لم أر فيه كلامًا، لكن ساق الحاكم في ترجمته مناكير عدة، فاللَّه أعلم" وتعقبه الحافظ في "اللسان" [٢/ ٣٠٧]، قائلًا: (وما كان لذكر هذا في هذا الكتاب معنى؛ فإنه من كبار أهل العلم والفضل ... ) ثم ساق طرفًا من أخباره والثناء عليه؛ وأجاب عن روايته للمناكير، بكون ذلك من غيره ممن دونه في الإسناد؛ ثم قال الحافظ ولنعم ما قال: "فلو كان كل من روى شيئًا منكرًا استحق أن يذكر في الضعفاء؛ لما سلم من المحدثين أحد، لاسيما المكثر منهم، فكان الأولى: لا يذكر هذا الرجل لجلالته .. ". قلتُ: فظهر بهذا أن الرجل إمام جليل مشهور بالعلم والفضل. لكنى أخشى أن يكون ذكْره لحميد الطويل في سنده وهمًا منه، فقد رواه جماعة من الكبار عن عفان بن مسلم عن حماد عن عليّ بن زيد به وحده عن أنس بن مالك، نعم: إقرانه لحميد الطويل مع عليّ بن زيد في سنده؛ يشعر بكونه حفظه عن حماد هكذا؛ فلو أنه كان رواه عن حميد وحده؛ لأمكن الجزم بخطئه فيه، فلستُ أرى إسناد الحاكم إلا صحيحًا مستقيمًا. وللحديث شاهد مثله عند أبى الحمراء عند الطبراني وجماعة، وسنده تالف، وفى الباب شواهد بعضها ثابت، لكن دون هذا السياق جميعًا. واللَّه المستعان. ٣٩٧٩ - صحيح: انظر قبله.