مجنونٌ فخل سبيله، وإلا فاقطع يديه ورجليه، واسمر عينيه، واصلبه، قال: فشهدوا عند الحكم أنى مجنونٌ فخلى عنى.
قال المعلى، عن يزيد الضبى: مات أخٌ لنا فتبعنا جنازته فصلينا عليه، فلما دفن تنحيت في عصابةٍ، فذكرنا الله وذكرنا معادنا، فإنا كذلك إذ رأينا نواصى الخيل والحراب، فلما رآه أصحابى قاموا وتركونى وحدى، فجاء الحكم حتى وقف عليّ فقال: ما كنتم تصنعون؟ قلت: أصلح الله الأمير، مات صاحبٌ لنا فصلينا عليه ودفن، فقعدنا نذكر ربنا، ونذكر معادنا، ونذكر ما صار إليه، قال: ما منعك أن تفر كما فروا؟! قلت: أصلح الله الأمير، أنا أبرأ من ذلك ساحة وآمن للأمير من أن أفر! قال: فسكت الحكم، فقال عبد الملك بن المهلب - وكان على شرطته - تدرى من هذا؟ قال: من هذا؟ قال: المتكلم يوم الجمعة. قال: فغضب الحكم، وقال: أما إنك لجرئٌ! خذاه!! قال: فأخذتُ فضربنى أربع مائة سوطٍ، فما دريت حين تركنى من شدة ما ضربنى، قال: وبعثنى إلى واسط، فكنت في ديماس الحجاج حتى مات الحجاج.