إذا عرفت هذا: فاعلم أن هذا الإسناد - الماضى - إسناد مظلم، وعبد الواحد بن زيد: هو ذلك العابد الزاهد الذي لم يكن يساوى في الحديث فلسًا، قال البخارى: "منكر الحديث"، وفى موضع آخر: "تركوه" وقال ابن معين: "ليس بشئ"، وقال أبو عمر ابن عبد البر: "أجمعوا على ضعفه"، راجع "اللسان" [١/ ٢٦٦]. وذكره ابن حبان في "المجروحين" [٢/ ١٥٥]، وقال: "كان ممن غلب عليه العبادة حتى غفل عن الإتقان فيما يروى، فكثرت المناكير في روايته؛ فبطل الاحتجاج به" كذا قال! ثم تناكد وذكره في "الثقات" وتعقبه الحافظ في "اللسان" [٤/ ٨٠]، قائلًا: "فما أجاد". ثم نقل الحافظ كلامًا عنه من "الثقات" قاله في عبد الواحد بن زيد هذا، ومنه قوله: "روى عنه أهل البصرة؛ يعتبر بحديثه إذا كان دونه ثقة وفوقه ثقة". فظن حسين أسد - المعلق على مسند المؤلف - أن هذه الجملة من كلام الحافظ نفسه. فقال في تعليقه على هذا الحديث: "وقال الحافظ في لسان الميزن [٤/ ٨١]،: "يعتبر بحديثه ... ". قلتُ: وهذه غفلة مكشوفة، بل هو نصُّ كلام ابن حبان في الثقات [٧/ ١٢٤]، ونقله عنه الحافظ في لسانه [٤/ ٨٠]. وأسلم الكوفى: شيخ مجهول، انفرد عنه عبد الواحد بالرواية، كما قاله البزار في "مسنده" [١/ ١٠٦]، ونقل عنه الحافظ العراقى في "ذيل الميزان" [ص ١٣٤]، أنه قال: "ليس بالمعروف"، ثم نقل عن ابن القطان أنه قال: "لا يُعرف بغير هذا". وتعقبه المعلق عليه "طبعة دار الفكر العربى" [ص ١٣٥]، بكون هذه الجملة الأخيرة ليست من قول ابن القطان، وإنما نقلها ابن القطان عن البزار كما في الوهم والإيهام [١/ ١ لوحة ٩٥ - أ]. قلتُ: ولم أجدها أنا في مسنده. وهذا الكلام نقله الحافظ برمته عن شيخه العراقى في "اللسان" [١/ ٣٨٨]، فجاء المعلق على هذا المسند - حسين أسد - ونقله من اللسان قائلًا: "قال الحافظ .. ". =