ويذكرون ما يلقون من المنافقين، ثم أسندوا عظم ذلك إلى مالك بن دخشم، قال: ودوا أنه دعا عليه، يحملونه عليه، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر نحوًا منه.
١٥٥٧ - حدّثنا أبو حمزة هريم بن عبد الأعلى، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، عن محمود بن الربيع، قال: لقيت عتبان بعد ذلك، فحدثنى بحديث أعجبنى، فقلت لابنى: اكتبه، فكتبه، قال: وقد كان ذهب بصره، قال: قلت: يا نبى الله، لو أتيتنى، فصليت عندى في مكان أتخذه مسجدًا؟ قال: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعل يصلى، وجعل أصحابه يتحدثون، قال: فذكروا ما يلقون من المنافقين من الأذى، فحملوا عظم ذلك على مالك بن الدخشم، فكان يعجبهم أن يحملوا النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيدعو عليه فيهلك، فقالوا: يا نبى الله، إن من أمره كذا وكذا، قال: فقال نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ؟! " قالوا: إنما يقول ذلك بلسانه، وليس له حقيقةٌ في قلبه!! قال: فقال نبى الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَنِّى رَسُولُ اللهِ فَيُدْخِلُهُ اللهُ النَّارَ - أو قَالَ: - فَتَطْعَمُهُ النَّارُ أَبَدًا"، قال المعتمر: إنى سمعته من أنس وما حدَّث به أحدًا.