وقد كنا هناك قد جزمنا بكون هذا الوجه وجهًا منكرًا؛ لأن ثمانية من الثقات - ومنهم عباد بن يعقوب - قد خالفوا عبد الواحد في هذا الطريق، ثم تبين لنا أن الصواب هو ما قاله إمام الزمان الناصر الألبانى - يرحمه الله - من كون الوجهين محفوظين معًا عن حماد، ولا مانع من أن يكون له فيه شيخان، ويؤيده: أن عبد الواحد بن غياث قد رواه عن حماد على الوجهين. وتابعه عباد بن موسى القرشى كما هنا. فرواه عن حماد على الوجهين أيضًا، وهذا يثبت أن الحديث كان عند حماد من ذينك الوجهين، لكنه كان يكثر من التحديث بالوجه الأول الماضى [برقم ١٥١٠]؛ لكونه أتم إسنادًا ومتنًا. وليس في الإسناد الماضى ما يُعل به الحديث إن شاء الله. أما عن إبهام الصحابى راوى الحديث، فالصحابة كلهم عدول، وجهالة أحدهم لا تضر كما هو المذهب المختار. ويبدو لى أن هذا المبهم هو نفسه (سعد بن الأطول)، فتكون رواية سعيد الجريرى من قبيل المبهم الذي فسرته رواية عبد الملك أبى جعفر. وأما عن اختلاط الجريرى، فحماد بن سلمة ممن سمع منه قديمًا، وحديثه عنه مستقيم. نصَّ على ذلك الحافظ العجلى في "الثقات" [١/ ٣٩٤]، وهو مفهوم قول أبى داود أيضًا؛ فإنه قال: "كل من أدرك أيوب فسماعه من الجريرى جيد" وحماد بن سلمة من أروى الناس عن أيوب السختيانى الإمام. فاللَّه المستعان.