٢ - وكنانة بن العباس: قال البخارى عنه: "لم يصح" يعنى لم يصح حديثه هذا. ونحو هذه العبارة نقلها المزى عن البخارى في ترجمة (عبد الله بن كنانة) ولد كنانة. كما مضى. والأب كالابن في خفاء الحال. نعم ذكره ابن حبان هو الآخر في "ثقاته" ثم تناكد وذكره في "المجروحين" [٢/ ٢٢٩]، وقال: "منكر الحديث جدًّا، فلا أدرى التخليط في حديثه منه، أو من ابنه؟! ومن أيهما فهو ساقط الاحتجاج بما روى؛ لعظيم ما أتى به من المناكير عن المشاهير". قلتُ: هوَّل ابن حبان كعادته، ثم تفلسف بشأن الرجل، فيالله العجب، أين تلك المناكير التى رواها كنانة عن المشاهير وهو لا يكاد يُعرف إلا بهذا الحديث وحده؟! ولم يستطع ابن حبان أن يسوق له حديثًا واحدًا. * والصواب: أنه شيخ مجهول مثل ولده وحسب. فهذا هو الإنصاف يا عباد الله. لكن ابن الجوزى أتْبَعُ لابن حبان من ظله في مثل تلك التهويلات فضلًا عن المجازفات، فقد هش وبش لكلام ابن حبان الماضى، وأعلَّ به هذا الحديث بعد أن أورده في "الموضوعات" [٢/ ٢١٦]، وقد تعقبه الحافظ في "القول المسدد" [ص ٣٦، ٣٧]. وللحديث شواهد ذكر بعضها الحافظ هناك. والحديث ضعيف بهذا السياق جميعًا.