قلتُ: هذا الحديث قد اختلف في إسناده على أبى إسحاق على وجوه كثيرة: ١ - فرواه الثورى وفطر وابن أبى زائدة ومسعر - وله فيه إسناد آخر - ويونس بن أبى إسحاق - وله فيه إسناد آخر وهو الماضى - وأبو الأحوص وهشام بن حسان - إن صح الطريق إليه - وزهير بن معاوية وعمرو بن ثابت، وعبد الحميد بن الحسن وحمزة الزيات وغيرهم. كلهم رووه عن أبى إسحاق عن البراء به كما مضى ... وهذا هو اللون الأولى. ٢ - ولون ثانٍ، فرواه يوسف بن أبى إسحاق عن أبيه فقال: عن أبى بردة عن البراء به ... هكذا أخرجه الترمذى في "سننه" [٣٣٩٩]، وفى "العلل" [٤٤٣]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي" [رقم ٤٨٢]، والنسائى في "الكبرى" [١٠٥٩٤]، وفى "اليوم والليلة" [رقم ٧٥٨]. ٣ - ولون ثالث، فرواه شعبة عن أبى إسحاق فقال: عن أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود ورجل آخر عن البراء به ... هكذا أخرجه المؤلف [برقم ١٧١١]، وأحمد [٤/ ٢٨١]، والنسائى في "الكبرى" [١٠٥٩٠]، وفى "اليوم والليلة" [رقم ٧٥٤]، من طريق محمد بن جعفر عن شعبة به ... وخولف فيه غندر، خالفه أبو داود الطيالسى، فرواه عن شعبة فقال: عن أبى إسحاق عن البراء به .. مثل الوجه الأولى، هكذا أخرجه في "مسنده" [رقم ٧٠٩]، فإن لم يكن ذكر (أبى عبيدة، وذلك الرجل الآخر) قد سقط من سند الطيالسى، فهو من أوهامه نفسه، وأراه قد سلك الجادة فيه. =