للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= عبيدة عن أبيه)، وطريقه (عن أبى عبيدة عن البراء) كلاهما محفوظان! كما في "العلل" [٣/ ١٦٧].
أما الترمذى: فإنه رجح ما رواه إسرائيل: (عن جده عن عبد الله بن يزيد عن البراء)، وما رواه أيضًا: (عن جده عن أبى عبيدة عن ابن مسعود ... )، وقال في "علله" [رقم ٤٤٣]: "كأن حديث إسرائيل أقرب الروايات إلى الصواب وأصح ... والله أعلم".
أما الإمام الألبانى: فقد رجح ما رواه الثورى ومن معه على الوجه الأول، كما في "الصحيحة" [٦/ ٤٥٤]، وأرجع هذا الاختلاف إلى اختلاط أبى إسحاق، ثم عاد مرة أخرى في [٦/ ٥٨٤]، ورجَّح رواية الثورى وشعبة من هذا الاختلاف، ثم اختار منهما رواية شعبة قائلًا: "ثم إن رواية شعبة أرجح من رواية الثورى لأمرين:
أحدهما: أن فيها زيادة الواسطة بين أبى إسحاق والبراء، وزيادة الثقة مقبولة.
والآخر: أن أبا إسحاق كان مدلسًا، وقد ذكروا أن شعبة كان لا يروى عنه ما دلَّسه ....
قلتُ: وهذا هو الصواب عندى. وشعبة أثبت من كل من رواه عن أبى إسحاق - سوى الثورى - على تلك الوجوه كلها، وكلهم على التحقيق - سوى شعبة والثورى - ممن سمع من أبى إسحاق بعد تغيِّره أو اختلاطه، أما سماع شعبة والثورى منه، فإنما كان قديمًا كما جزم به حذاق النقاد، وترجح رواية شعبة على الثورى بما ذكره الإمام آنفًا. وأيضًا لكون إسرائيل قد تابعه عليها؛ فقد مضى أن إسرائيل قد رواه على وجهين:
الأول: عن جده عن أبى عبيدة عن ابن مسعود، به ... وهذه رواية مرجوحة.
والثانى: عن جده عن عبد الله بن يزيد الأنصارى عن البراء به ... وشعبة يرويه (عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة ورجل آخر عن البراء به ... ).
فهذا الرجل الآخر: أظنه هو نفسه (عبد الله بن يزيد الأنصارى)، وهكذا رأيتُ الترمذى قد احتمل ذلك في "العلل" فقال: "فلعل الرجل أن يكون عبد الله بن يزيد ... ".
أما قول شعبة: (عن أبى إسحاق عن أبى عبيدة عن البراء ... )، فهذا الوجه قد توبع عليه أيضًا كما تراه عند النسائي في الكبرى [١٠٥٩٣]: تابعه إبراهيم بن طهمان. والإسناد قوى إليه.
إِذا عرفت هذا: فاعلم أن إسناد طريق شعبة صحيح لا غبار عليه، وعنعنة أبى إسحاق مجبورة برواية شعبة عنه. والله المستعان. =

<<  <  ج: ص:  >  >>