قلتُ: وسنده صحيح قويم، وأبو إسحاق قد صرح بالسماع من رواية شعبة عنه ووقع عند الأكثرين: (كانت الأنصار ... ) وعند بعضهم: (كانوا في الجاهلية ... ) ووقع عند الخطيب وغيره: (كان المشركون ... ) ولا منافاة بين تلك الألفاظ، وراجع "الفتح" [٣/ ٦٢١]، و"عمدة القارى" [١٠/ ١٣٦]. ١٧٣٣ - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم ١٦٧٠]، فراجعه. • فائدة مهمة جدًّا: هذه فائدة عزيزة للغاية كدتُ أضنُّ بها؛ لأنى لا أعلم أحدًا قد سبقنى إلى الوقوف عليها، وخفتُ من بثها أن يلتقطها بعض النظَّارة، ثم ينسبها إلى نفسه زاعمًا أنه أبو غُذْرها، ثم رأيت أنه لا مناص من نشر العلم؛ لأنه رحم بين أهله، وأننى إن كتمتها لعل أحدًا يظفر بها كما ظفرتُ أنا، وهاكها بكرًا لم تفض، ولؤلؤة لم تُثْقب: قال الحافظ أبو نعيم الأصبهانى في "حلية الأولياء" [٧/ ١٥١]: "حدثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق قال: سمعت أبا قدامة يقول: سمعتُ عبد الرحمن بن مهدى يقول: قال شعبة ... " فذكر حديثًا، ثم قال ابن مهدى: "وقال شعبة: ما سمعتُ من رجل حديثًا حتى قال للذى فوقه: سمعته منه، إلا حديثًا واحدًا". قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم. رجاله ثقات أئمة حفاظ لا ترى في أحدهم عوجًا ولا أمتًا، فأبو نعيم حافظ مقدام، وشيخه إبراهيم هو ابن عبد الله بن إسحاق بن جعفر أبو إسحاق الأصبهانى المعدل المعروف بالقصار، ترجمه الحاكم في "تاريخ نيسابور" وأثنى عليه ثناءً =