للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبره، أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عن أخته نذرت أن تمشى حافية غير مختمرةً، فأمرها أن تختمر، وتركب، وتصوم ثلاثة أيامٍ.


= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كله ثقات سوى عبيد الله بن زحر؛ فهو ضعيف صاحب مناكير. وهذا هو التحقيق بشأنه. وأبو سعيد الرعينى هو جعثل بن هاعان، شيخ صدوق، ووثقه ابن حبان.
وعبد الله بن مالك هو أبو تميم المصرى اليحصبى، ذكره الفسوى في جملة (ثقات التابعين من أهل مصر) في كتابه "المعرفة" [٢/ ٥٠٥]، ثم أخرج له هذا الحديث.
وقد فرق البخارى وجماعة بينه وبين أبى تميم الجيشانى التابعى الكبير المشهور. ولم ينفرد به عبيد الله بن زحر، بل تابعه بكر بن سوادة عن أبى سعيد الرعينى عن عبد الله بن مالك عن عقبة به نحوه .. وفيه: التركب ولتلبس ولتصم).
أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٨٩٦]، لكن الإسناد إليه مغموز.
وقد توبع عليه عبد الله بن مالك: تابعه أبو عبد الرحمن الحبلى عليه نحو سياق المؤلف عند الطحاوى في "شرح المعانى" [٣/ ١٣٠]، وفى "المشكل" [٥/ ١٧٣]، من طريق ابن وهب عن حيى بن عبد الله [وتصحف عنده إلى (يحيى بن عبد الله)] المعافرى عن أبى عبد الرحمن الحبلى عن عقبة به ...
قلتُ: وإسناده ضعيف. وحُيَيُّ بن عبد الله مختلف فيه، والظاهر أنه ليس بحجة إذا انفرد، قال أحمد: "أحاديثه مناكير" وقال البخارى: "فيه نظر" وضعفه النسائي، ومشاه جماعة.
والحديث عند الرويانى في "مسنده" [رقم ٢٥٤]، من هذا الطريق بنحوه، لكن ليس فيه جملة الأمر بالصيام.
وللحديث طرق أخرى، وأصله في البخارى [١٧٦٧]، ومسلم [١٦٤٤]، مختصرًا بلفظ: (لتمش ولتركب ... ) وفد وقعت في بعض طرقه زيادات تكلمنا عليها في "غرس الأشجار" منها سياق المؤلف.
والأمر فيه بالاختمار والصوم، وهى زيادات ثابتة بطرقها إن شاء الله. وقد وقع لحسين الأسد في تخريجه لهذا الحديث أوهام فاحشة، نبَّه على بعضها: الإمام الألبانى في "الصحيحة" [٦/ ١٠٣٧]. فاللَّه المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>