لكن لم ينفرد عبد العزيز القسملى عن الأعمش بهذا الوجه، بل تابعه عليه حفص بن غياث عند (الإسماعيلى) كما في "الفتح" [١٠/ ٧٢]، وهذا وهم آخر، ولم يذكر لنا الحافظ طريق الإسماعيلى إلى حفص بن غياث لننظر حال مَنْ رواه عنه، فإن عمر بن حفص قد رواه عن أبيه مثل رواية الجماعة عن الأعمش، فقال: حدثنا أبى حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح يذكر أراه عن جابر ... ثم ذكره نحوه ... ثم قال الأعمش: وحدثنى أبو سفيان عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا ... هكذا أخرجه البخارى [عقب رقم ٥٢٨٣]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة" [٦/ ١٣]. • فالحاصل: أن ذكر أبى هريرة في هذا الحديث ما هو إلا سلوك للجادة، وقد جزم الحافظ في "الفتح" [١٠/ ٧٢]، بشذوذ مَنْ ذكر فيه أبا هريرة، وتابعه العينى في "العمدة" [٢١/ ١٨٦]، وقال الحافظ أيضًا في المطالب [١/ ١٤]، بعد أن ذكر رواية المؤلف هنا بإسناده: "صحيح، والمحفوظ من حديث جابر .. " وهو كما قال. وقد مضى أن عمر بن حفص بن غياث قد رواه عن أبيه عن الأعمش عن أبى صالح وأبى سفيان كلاهما عن جابر به ... وقد توبع عليه حفص على هذا الوجه: وتابعه أيضًا: أبو أسامة عند الخطيب في "الأسماء المبهمة" [ص ٥٢]، لكن في الطريق إليه أبو العباس بن عقدة الحافظ، ولم يكن بعمدة في النقل على كثرة مناكيره كما شرحناه في "المحارب الكفيل". وقد مضى قول الحافظ في "الفتح" [١٠/ ٧٢]، بكون أكثر أصحاب الأعمش قد رووه عنه على هذا الوجه، وقد رواه عنه بعضهم: ١ - تارة عنه عن أبى صالح - وحده - عن جابر به ... هكذا رواه أبو معاوية عنه عند مسلم [٢٠١١]، وأبى داود [٣٧٣٤]، وأحمد [٣/ ٣١٣]، وابن أبى شيبة [٢٣٨٦٥]، وأبى عوانة [رقم ٦٥٩٥]، وغيرهم. =