للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جابر بن عبد الله قال: ابتعنا بقرةً في عهد نبى الله - صلى الله عليه وسلم - لنشترك عليها، فانفلتت منا، فامتنعتْ علينا، فعرض لها مولًى لنا يقال له: ذكوان، بسيفٍ في يده وهى تجول بالصماد، فضبا إلى تلٍ، فلما مرت به ضربها بالسيف في أصل عنقها، أو على عنقها، فخرقها بالسيف ووقعت، فلم يدرك ذكاتها، فخرجت أنا وعبد الله بن ثابت بن الجذع، فلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا له شأنها، فقال: "كُلُوا، إذَا فَاتَكُمْ مِنْ هَذهِ الْبَهَائِمِ شَىْءٌ، فَاحْبِسُوهُ بِمَا تَحْبِسُونَ بِهِ الْوَحْشَ".


= قلتُ: وإسناده تالف البتة، وحرام بن عثمان الرواية عنه حرام كما قال الشافعي، وهو متروك قولًا واحدًا، راجع "اللسان" [٢/ ١٨٢]، والراوى عنه صدوق مكثر من التدليس، وقد عنعن.
ومحمود بن عبد الرحمن شيخ مجهول الحال، ولم يترجمه إلا الحافظ في "التعجيل" [١/ ٣٩٥]، وشيخ المؤلف غمزه الذهبى في "الميزان" فأيش هذا الإسناد الممَّزق!
وقد تلوَّن فيه حرام بن عثمان - كما هي عادته - فعاد ورواه عن عبد الرحمن ومحمد ابنى جابر بن عبد الله عن جابر به نحوه ...
لكن المرفوع منه بلفظ: (إذا توحشت الإنسية وتمنعت؛ فإنه يحلها ما يحل الوحشية، ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها، ... ).
هكذا أخرجه البيهقى في "سننه" [١٨٧٠٩]، واللفظ له، وابن منيع في "المسند" كما في "المطالب" [رقم ٢٤٣٣]، وكذا في "إتحاف الخيرة" [رقم ٤٦٨١]، ورواه مرة ثالثة فقال: عن أبى عتيق عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كل إنسية توحشت؛ فذكاتها ذكاة الوحشية).
هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٢/ ٤٤٧]، وأبو عتيق هذا لا يميزه أحد على وجه الأرض إلا حرام وحده، وقد قال يحيى القطان: "قلتُ لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد بن جابر وأبو عتيق، هُم واحد؟! فقال: إن شئت جعلتهم عشرة"، هكذا أخرجه ابن عدى [٢/ ٤٤٥]، والعقيلى [١/ ٣٢٠]، بإسناد صحيح إلى القطان به ... وهذا دليل على كون حرام كان ساقطًا عديم الحياء لكن يشهد للمرفوع من سياق المؤلف: حديث رافع بن خديج عند البخارى [٢٣٥٦]، ومسلم [١٩٦٨]، وجماعة كثيرة.
وفيه: (إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا ... ) لفظ البخارى. وله شواهد نحو هذا اللفظ. راجع "سنن البيهقى" [٩/ ٢٤٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>