ومحمود بن عبد الرحمن شيخ مجهول الحال، ولم يترجمه إلا الحافظ في "التعجيل" [١/ ٣٩٥]، وشيخ المؤلف غمزه الذهبى في "الميزان" فأيش هذا الإسناد الممَّزق! وقد تلوَّن فيه حرام بن عثمان - كما هي عادته - فعاد ورواه عن عبد الرحمن ومحمد ابنى جابر بن عبد الله عن جابر به نحوه ... لكن المرفوع منه بلفظ: (إذا توحشت الإنسية وتمنعت؛ فإنه يحلها ما يحل الوحشية، ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها، ... ). هكذا أخرجه البيهقى في "سننه" [١٨٧٠٩]، واللفظ له، وابن منيع في "المسند" كما في "المطالب" [رقم ٢٤٣٣]، وكذا في "إتحاف الخيرة" [رقم ٤٦٨١]، ورواه مرة ثالثة فقال: عن أبى عتيق عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (كل إنسية توحشت؛ فذكاتها ذكاة الوحشية). هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٢/ ٤٤٧]، وأبو عتيق هذا لا يميزه أحد على وجه الأرض إلا حرام وحده، وقد قال يحيى القطان: "قلتُ لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد بن جابر وأبو عتيق، هُم واحد؟! فقال: إن شئت جعلتهم عشرة"، هكذا أخرجه ابن عدى [٢/ ٤٤٥]، والعقيلى [١/ ٣٢٠]، بإسناد صحيح إلى القطان به ... وهذا دليل على كون حرام كان ساقطًا عديم الحياء لكن يشهد للمرفوع من سياق المؤلف: حديث رافع بن خديج عند البخارى [٢٣٥٦]، ومسلم [١٩٦٨]، وجماعة كثيرة. وفيه: (إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا ... ) لفظ البخارى. وله شواهد نحو هذا اللفظ. راجع "سنن البيهقى" [٩/ ٢٤٦].