هكذا أخرجه عبد الرزاق [رقم/ ٦٠٣٦]، عن معمر به. والقول الأول: هو المحفوظ بلا تردُّد. وسماع معمر من الجريرى: إنما كان متأخرًا وقت اختلاطه؛ فإما أن يكون معمر: قد وهم في إسناده - وهذا بعيد عندى - وإما أن يكون الجريرى قد حدث به قبل اختلاطه على الوجه الماضي - الأول - ثم اختلط وتغير، فعاد يحدِّث به فلم يَدْرِ ما يقول، فسمعه منه معمر وهو في تلك الحال، وهذا هو الأقرب إن شاء الله. وسماع شعبة والثورى وغيرهما هذا الحديث من الجريرى: إنما كان قديمًا قبل اختلاطه بأعوام. ثم رأيتُ ابن كثير قد ذكر في كتابه "مسند الفاروق" [٢/ ٢٧] أن ابن المدينى قد أخرج هذا الحديث في "مسند عمر" ثم قال: "إسناده بصرى حسن، لا نعلم في إسناده شيئًا يطعن فيه، وأبو فراس رجل معروف من أسلم، روى عنه أبو نضرة وأبو عمران الجونى). قلتُ: وهذه فائدة عزيزة جدًّا، وكلام هذا الإمام مقدَّم على تجهيل من جهَّل أبا فراسٍ أو لم يعرفه، فالرجل صدوق، والإسناد حسن كما قاله ابن المدينى، وهو إمام هذا الشأن وحامل لوائه.